بعد ذلك استجاب له الله وانقذه من الغم ، حيث قال تعالى :
( فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ) (1).
بعد ان لبث يونس عليه السلام في بطن الحوت فترة من الزمن ، وفي رواية عن ابي الجارود : لبث في بطن الحوت ثلاث ايام ، وروي غير ذلك (2)، والله العالم » انقذه الله من ذلك السجن المظلم والموحش ، وكان قد اثر على جسده بعض الشيء ، وكان عندما خرج من بطن الحوت كانه فرخ دجاجة ضعيف لا جناح له ولا ريش ، حيث كان منهارا لا يمتلك القوة والقدرة على الحركة ، وكانت حرارة الشمس تؤذيه ، فيحتاج الى ظل يستظل به عن حرارة الشمس.
مرة اخرى شمله اللطف الالهي وانبت الله له شجرة « القرع » ليستظل باوراقها العريضة الرطبة ، حيث قال سبحانه وتعالى في ذلك : ( فنبذناه بالعراء وهو سقيم * وانبتنا عليه شجرة من يقطين ) (3).
يا لها من موعظة عظيمة درس مهم وصلنا عن طريق هذا النبي العظيم يونس عليه السلام ، علينا ان نعتبر بهذا الدرس ، وخاصة اذا كنا نمتلك مسؤولية ادارية في الدولة ، وكيف نتعامل مع المجتمع من اجل سعادته وانقاذه من المطبات الاخلاقية والتيارات الفكرية المنجرفة ، حتى نوصله الى ساحل الامان ....
اللجوء الى العالم :
بعد ان ترك يونس عليه السلام قومه وهو غضبان ، ظهرت لقومه دلائل تبين لهم قرب موعد الغضب الالهي ، خافوا من غضب الله وعادوا الى رشدهم ، والتجأوا
Halaman 301