القرآن الكريم يصف لنا هذه الحالة ويقول عز من قائل : ( فلما ان جاء البشير القاه على وجهه فارتد بصيرا قال الم اقل لكم اني اعلم من الله ما لا تعلمون * قالوا يا ابانا استغفر لنا ذنوبنا انا كنا خاطئين * قال سوف استغفر لكم ربي انه هو الغفور الرحيم ).
توبة اولاد يعقوب :
هذه المعجزة الغريبة ، جعلت اولاد يعقوب يعودون الى انفسهم ويتساءلون عنها ويفكرون في ماضيهم الاسود المليء بالذنوب والاخطاء والحسد. ولكن ما اجمل التوبة والعودة الى الله والى طريق الصواب ، حينما ينكشف للانسان خطأه ، وما احلى تلك اللحظات التي يتمكن بها المذنب ويحاول ان يطلب العفو ممن جنى عليه ، ليطهر به نفسه ويبعده عن جادة الخطأ والانحراف وذلك قبل فوات الاوان ....
مع وصول القافلة التي تحمل اعظم البشائر من مصر الى كنعان ، ومع عودة البصر الى يعقوب ، ارتفعت اهازيج الفرح والسرور في بيت يعقوب وذهب عنهم الحزن والاسى ، وتجهز اهل هذا البيت للسفر الى مصر حسب وصية يوسف وتهيأت مقدمات السفر من جميع النواحي ، وركب يعقوب على راحلته وشفتاه لا تهدأ من ذكر الله وتمجيده وتحميده ، وتحركت القافلة نحو مصر تطوي الليالي والايام ، وكانت كل دقيقة تمر عليهم تحسب بيوم لشدة شوق الوصال.
واخيرا تحقق الحلم :
ولاحت معالم مصر وابنيتها من بعيد ، بمزارعها الخضراء واشجارها الباسقة ، وعماراتها الشاهقة.
Halaman 165