فصرخت وقالت : ( الآن حصحص الحق انا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين ).
نعم واخيرا اعترفت العزيزة بذنبها وطلبت من الله عز وجل العفو والتوبة وقالت : ( وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي ان ربي غفور رحيم ). وقد تركت العشق المجازي والمادي ، وتمسكت بالعشق الحقيقي الروحاني وهو « عشق الله » والاخلاص لعبودية الله الواحد الاحد ، اله يوسف ويعقوب.
وبهذا ثبتت براءة يوسف وخرج من السجن واصبح من المقربين للملك ، ومن المخلصين للرعية ، ومتنفذا للمستضعفين ، وملجأ للمحرومين.
يوسف عزيز مصر :
بعد ان خرج يوسف من السجن قال الملك : ( ائتوني به استخلصه لنفسي )، فان الملك امر باحضاره لكي يجعله مستشاره الخاص ونائبه في المهمات ، فيستفيد من علمه ومعرفته وخبرته في الادارة لحل المشاكل المستعصية.
ولما سمع الملك من يوسف كلامه واجوبته على الاسئلة التي تحكي عن علمه وفراسته ، ازداد حبا له وقال : ان لك اليوم عندنا منزلة رفيعة وسلطات واسعة وانك في موضع الثقة والاعتماد عندنا ، وانك لابد ان تتصدى للمناصب الهامة في هذا البلد ، وتهتم باصلاح الامور الفاسدة ، وانك الوحيد القادر على ان يتغلب على هذه الازمة الاقتصادية التي ستواجه بلدنا حسب تفسيرك للرؤيا.
فوافق يوسف واختار منصب الامانة على خزائن مصر ، وقال : اجعلني مشرفا على خزائن هذا البلد فاني عليم حفيظ وعلى معرفة باسرار المهنة.
Halaman 154