( وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا انا لنراها في ضلال مبين ).
وكان ذلك مكرا منهن بها على ما في طبع اكثر النساء من الحسد والعجب والغيرة ، فان المرأة تغلبها العواطف الرقيقة والاحساسات اللطيفة.
يوسف ونساء مصر :
شاع خبر مراودة العزيزة لفتاها بين نساء مصر حتى وصل الى مسامع امرأة العزيز ، التي لا هم لها الا ان تفوز في طلب يوسف وبلوغ ما تريده منه ، فاستيقظت من رقدتها وعلمت بمكرهن ، فارسلت اليهن للحضور لديها.
تهيئن ولبسن افخر ثيابهن وزينتهن ، لانهن ايضا لسن باقل من امرأة العزيز عشقا ليوسف ، فاستغلت زليخا هذه الفرصة.
ثم لما حضرن عند العزيزة واخذن مقاعدهن ، وجرى الانس والمحادثة واخذن في التفكه اتت كل واحد منهن سكينا مع الفاكهة عند ذلك امرت يوسف ان يخرج اليهن وقد كان مستورا عنهن.
فلما طلع يوسف عليهن ووقعت عليه اعينهن طارت عقولهن وبهتن وذهلن حتى جرحن ايديهن مكان الفاكهة واخذت الدماء تسيل من ايديهن ولا يشعرن بذلك ، وقلن ( حاش لله ما هذا بشرا ان هذا الا ملك كريم ).
فالتفتت اليهن العزيزة وقالت : ( فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ) ثم هددت يوسف تجلدا وحفظا لمقامها عندهن واصرارا منها على اخضاعه ومطاوعته لها فقالت : ( ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن
Halaman 149