78

Hukm al-Samaa

حكم السماع

Editor

حماد سلامة

Penerbit

مكتبة المنيار

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

1408 AH

Lokasi Penerbit

الأردن

Genre-genre

Fiqh Hanbali

بعث الرسول ﷺ، وبه أمر المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان. وعليه كان يجتمع السلف، كما كان أصحاب رسول الله ﷺ إذا اجتمعوا أمروا رجلاً منهم أن يقرأوهم يستمعون، وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول لأبي موسى: ذكرنا ربنا، فيقرأ أبو موسى وهم يستمعون(١). وفي الصحيح عن النبي ﷺ أنه مر بأبي موسى الأشعري وهو يقرأ، فجعل يستمع لقراءته. وقال: ((لقد أوتيَ هذا مزماراً من مزامير آل داود))(٢). وقال: ((مررت بك البارحة وأنت تقرأ فجعلت أستمع لقراءتك، فقال: لو علمت أنك تسمعني لحبرته لك تحبيراً))(٣). أي لحسنته لك تحسيناً.

وفي الصحيح أنه ﷺ قال لابن مسعود: ((إقرأ عليَّ القرآن، فقال: أقرأ عليك القرآن وعليك أنزل؟! فقال: إني أُحبُ أن أسمعهُ من غيري. قال: فقرأتُ عليه سورة النساء حتى وصلت إلى هذه الآية: ﴿فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد، وجئنا بك على هؤلاء شهيداً؟(٤) قال لي: حسبك، فنظرت إليه فإذا عيناه تذرفان من البكاء))(٥). وعلى هذا السماع كان يجتمع القرون الذين أثنى عليهم النبي ﷺ، حيث قال: ((خير القرون الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم))(٦).

[ فضل السماع الشرعي وأهله ]:

ولم يكن في السلف الأول سماع يجتمع عليه أهل الخير إلا هذا. لا

(١) انظر حلية الأولياء لأبي نعيم ج١ ص ٢٥٨.
(٢) سبقت تخرجه ص ٤٣.
(٣) سبق تخرجه ص ٤٣ - ٤٤.
(٤) الآية ٤١ من سورة النساء.
(٥) سبق تخرجه ص ٦.
(٦) سبق تخريجه ص ٤٦.

78