هل سمعت كذلك أناشيد الحقد والهجاء التي أطلقها الشاعر «ألكايوس» وعصابته؟ أنا لم أكرهه ولم أكره شعره. تمنيت أن يضع يده في يدي، ويساعدني مع غيره من النبلاء على النهوض بالمدينة، لكنهم أنكروا عدلي وشجاعتي التي اعترف بها الإغريق في كل مكان. لم يغتفروا لي أبدا أنني تزوجت امرأة من طبقتهم، هي ابنة «دراكون» ومن نسل الأتريديين. وأخذ الشاعر الحقود يعيرني بقدمي المفلطحة التي كنت أجرها بصعوبة ، ويصفني بالدعي والمتسخ والمبطون، بل أشاع أنني أوفر ضوء المصباح وسماني ملتهم الظلمات.
المؤرخ :
ولهذا نفيته عن المدينة، ولم ينقطع هجاؤه ولا دعواته للآلهة الأقوياء بأن يخلصوه من محنة المنفى ومرارته، ويطلقوا ربات القصاص عليك، ويعينوه وعصبته على قتلك بالسيف، وتحرير الشعب من آلامه ومخاوفه، زاعمين أنك حنثت بالقسم الذي قطعته على نفسك، وابتلعت المدينة في جوفك.
بيتاكوس :
ومع أني عفوت عنهم بعد القبض عليهم ... فلم يرحمني التاريخ من وصمة الطغيان.
المؤرخ :
ولا رحمك المؤرخون ... فاللقب ارتبط باسمك في كل المأثورات. أما «بياس» القاضي من آسيا الصغرى؛ فقد سخا عليه الزمن بلقب «الحكيم».
بياس :
معلم الناس أشرار، هذا ما قلته. لما حاصر «ألياتيس» ملك الليديين مدينتنا «بريينه»، أصدرت الأمر بأن يعلف بغلان إلى حد التخمة، ويساقا إلى معسكر الأعداء. وفزع الملك حين رآهما، وعرف أن لدينا من مخزون الغلة ما يكفي حتى الحيوانات؛ ولهذا بعث إلينا رسولا يطلب السلم والسلام.
المؤرخ :
Halaman tidak diketahui