فقالت برقة: توجد أكثر من بطولة في الفيلم، ولكن حذار من الأدوار الثانوية، فهي شرك لا فكاك منه!
أجل هي شرك. وهذا المسكن الأنيق شرك أيضا. وحبه الذي ضحى في سبيله بإنسانيته شرك ثالث. وتجهمته الحياة لحد التقزز.
ودق جرس التليفون، كان المتكلم أحمد رضوان! وكان يستأذن في زيارة. ونظرت نحو مرزوق مستطلعة، فقال رغم انفعاله الشديد: إذا كان لعمل فليحضر!
وجاء في الميعاد. وانحنى باحترام تحية متجنبا - في الوقت نفسه - مغامرة المصافحة. وجلس في أدب لا منتفخا ولا مزهوا. وقال: توجد غشاوة من سوء الظن.
ونقل بصره بينهما، ثم قال: علينا أن نبددها؛ لأنه لا مبرر لها، ولأنه لا غنى لنا عن العمل المشترك!
لم يسمع تعليقا. شعر بجمرات النظرات تلسع وجهه، فقال: كان استدعائي للتحقيق سخفا، آلمني جدا، كما يجدر بإنسان بريء بكل معنى الكلمة!
ولما لم يسمع كلمة التفت نحو مرزوق، وقال: لست مجرما، أنا فنان مثلك، وحبي لزملائي مضرب الأمثال!
تنبهت فتنة إلى أنها لم ترحب به، ولم تقدم له شيئا، فأشارت إلى البار، وقالت: معذرة، اشرب شيئا!
وقام إلى البار، فتناول زجاجة الكورفوازييه شرابه المفضل، فملأ كأسا، ثم عاد فواصل حديثه الموجه إلى مرزوق: يوجد أكثر من شخص يمكن أن تحوم حوله الشبهات، البراءة لم تسعدني، ما يهمني حقا هو أن تقتنع أنت ببراءتي!
لم يسمع إلا أنفاسا تتردد، فانطبع الأسف في أساريره، وقال: افتح لي قلبك وصارحني بما فيه.
Halaman tidak diketahui