الحق أنه لم يتصور أن يجد نفسه في الموقف الذي خلقته له منى. كان بصدد تحديد يوم الزواج، وقرر الاحتفال به في الأوبرج، وعلم بذلك الأهل والأصدقاء والزملاء. وعندما جابهته بجرأتها المعهودة معتذرة صعق تماما، صعق وذهل؛ توسل إليها أن تراجع نفسها. وكان أحبها وامتلأ إعجابا بها، وحلم بحياة سعيدة معها. أي لعنة! أكتب عليه أن يعاني في الحب ما عاناه في السياسة؟!
وسألته السيدة نهاد الرحماني: وماذا تنوي بعد ذلك يا عزيزي؟
فأجاب برزانة: سألوذ بالجبل كمجرمي وطني الصعيد، ثم أقطع الطريق على الرائح والغادي.
فضحك الأستاذ صفوت مرجان، وقال يداعبه: مالك أنت وبنات اليوم! احمد ربنا على تلك النهاية!
وقالت له نهاد: خير ما تفعله الآن أن تتزوج زيجة معقولة قبل أن يفوتك القطار.
فتساءل بامتعاض: معقولة؟! - أعني أن تناسبك في السن والأسرة.
فقال لها صفوت: يبدو أن عندك عروسا! - العروس الصالحة توجد دائما، ماذا تظن؟
فقال حسن حمودة: أمهليني حتى تمضي فترة الانتقال.
وقال لنفسه ساخرا إن قانون الأشياء يقضي بأن يتزوج صفوت الاشتراكي من امرأة مثل نهاد من أسرة، أما هو فعليه أن يتزوج من إحدى بنات الشعب! وإذا بصفوت يقول: حكاية منى معك تعيد حكاية قديمة حدثت منذ عشرين سنة!
فبهت حسن حمودة ثواني، ثم ضحك، أما نهاد فتساءلت: أي حكاية؟
Halaman tidak diketahui