فقالت ولو أنها سرعان ما ندمت على قولها: فاتني أن أهنئك في وقتها!
فازدردها متجاهلا، وقال: وعلمت أنك ستتزوجين قريبا؟ - جدا.
وكان جياشا بانفعالات يخشى ألا يسيطر عليها، فصمت قليلا لينظم تشتته، ثم قال: معذرة، أود أن أسألك: هل تتزوجين عن حب حقيقي؟
فتساءلت باحتجاج: بأي حق؟ - لا حق لي مطلقا، ولكني تعلمت عن تجربة أن أي تصرف مستهتر يمس حياتنا، فهو يتمخض عادة عن كارثة. - ثوب الواعظ لا يناسبك بتاتا!
فتنهد بعمق واعترف قائلا: منى، أحبك، ما زلت أحبك كأول يوم، لا حياة لي بدونك!
فرمقته بنظرة ازدراء وغضب، فقال: ماذا فعلت بنفسي؟ تزوجت من راقصة تعيسة، لماذا؟ بصراحة أعتبرك المسئولة! - مسئولة؟! - لم ترعي حبنا بما يستحقه من احترام، تجنيت عليه أنا بعنادي السقيم، وطعنته أنت بكبرياء جاوزت الحد، هكذا يستهين بعض الناس أحيانا بسعادتهم الحقيقية!
فقالت، وهي تقطب لتضفي على وجهها قسوة تداري بها انفعالاتها: ما الداعي إلى نبش أشياء قد ماتت وشبعت موتا؟ - لا ينبغي لها أن تموت. - ولكنها ماتت بالفعل! - لا أصدق أن الموت يجوز عليها. - هذا وهمك أنت وحدك! - أما أنا فلم ألق إلا العذاب، حتى حررت نفسي بالطلاق.
نظرت بعيدا كأن شيئا استرعى بصرها ولم تعلق، فقال: انكشف زواجي عن لعبة سخيفة، أدركت أنني لا يمكن أن أواصل الحياة مع المرأة المسكينة، فلا حب يجمعنا، ولا شيء مشترك البتة، ماذا أقول؟ إنها امرأة سيئة الحظ، أفسدتها حياة الليل، وجففت ينابيع الإنسانية في قلبها، سلسلة متصلة من العادات الجهنمية، وإدمان قاتل للأفيون! - لا أدري لم تحدثني عن ذلك؟ - لأني أحبك!
وانتظر دقيقة حتى تستقر الكلمة في وعيها، ثم استطرد: إن يكن للحب عندك قيمة، فيجب أن تصغي إلي، وأنا أعلم أنك تقدسين الحب، إن كنت تحبين الرجل فمعذرة عن تبديد وقتك، وأما إذا أردت أن تملئي بالزواج فراغا، فلا شيء يملأ فراغ الحب إلا الحب نفسه!
فسألته بحدة: ماذا تريد؟ - أن نرجع إلى حبنا.
Halaman tidak diketahui