فضحكت وسألته: ماذا جعلك تقرر ذلك؟ - أريد أن أستقر، أستقر مع امرأة معقولة بلا خداع، فهل أنت على استعداد لنسيان الماضي، وبدء حياة جديدة؟
فضحكت ضحكة عصبية، وقالت: لا يوجد مأذون مستيقظ في هذه الساعة!
فقام وهو يقول: لا أهمية لذلك ما دام سيستيقظ في الصباح الباكر.
15
كان الدكتور علي زهران يرنو إلى شقيقته منى بحزن. كان باطنه يغلي، ولكن لم يبد في وجهه إلا الحزن. قال لها: أنت يا منى فتاة ممتازة، وأنا لا أتصور ذلك.
فقالت بأسى: لننس ذلك. - ولكني أشعر باللطمة فوق وجهي! - خير من ذلك أن تحدثني عن مشروع الهجرة. - الهجرة!
ثم بفتور: الإجراءات طويلة، ولكني أنتظر. - لا أريد أن أبقى في هذا البلد يوما آخر.
فقال وباطنه ما زال يغلي: عيبك أنك شديدة الحساسية، ما كان يجب أن تقطعي رجلا مثل سالم علي في لحظة غضب!
فقالت بنبرة تشي بالدمع النابع من جذورها: لا أريد أن أبقى في هذا البلد يوما آخر! - رجل ممتاز ويحبك. - دعنا من تلك السيرة! - إنني أتساءل أحيانا لماذا نعتبر أنفسنا على حق دائما؟
فقالت باسمة: لأننا على حق. - الهزيمة زلزلتنا. - ونورتنا. - أتسمحين لي بالاتصال بسالم علي؟
Halaman tidak diketahui