رأت إنيد ما قالته والدتها صادما، لكنها لم تعلق عليه؛ فكانت تلك عادة والدتها في النظر للعديد من الأمور.
وقالت لها: «لن أقدم أي وعود بشيء لا أفهمه؛ ولعلني لن أعد على الأرجح بأي شيء على الإطلاق، لكن إذا كانت لديك أي فكرة عما يتحدث عنه، فينبغي لك إخباري به.»
فردت والدتها: «الأمر يتعلق بفكرة طرأت عليه الآن، وهي أن التمريض يجعل المرأة فظة.»
فقالت إنيد: «فظة!»
أوضحت لها والدتها أن الجزء الذي يعترض عليه والدها في مهنة التمريض هو اعتياد الممرضات على أجسام الرجال. ورأى والدها - بل قرر - أن هذا الاعتياد يغير الفتاة، ويغير أيضا من نظرة الرجال لها، ويضيع الفرص الجيدة المتاحة أمامها، ويتيح لها العديد من الفرص الأخرى السيئة؛ فبعض الرجال سيفقدون اهتمامهم بها، والبعض الآخر سيهتمون بها على النحو الخاطئ.
قالت والدتها: «أعتقد أن الأمر كله يتعلق برغبته في تزويجك.»
وردت إنيد: «أمر مؤسف إن كان يقصد ذلك.»
لكنها وعدته في النهاية، وقالت لها والدتها: «حسنا، أتمنى أن يكون ذلك قد أسعدك.» لم تقل: «قد أسعده»، وإنما «أسعدك». يبدو أن والدتها قد عرفت قبل إنيد كم يكون هذا الوعد جذابا؛ ذلك الوعد الذي يمنحه المرء لشخص على فراش الموت، ذلك النوع من إنكار الذات، والتضحية الكاملة. وكلما زاد الوعد عبثا، كان ذلك أفضل. كان هذا ما أذعنت له، ليس لحبها لوالدها، وإنما (كما أشارت والدتها) لما فيه من إثارة؛ وعد على عكس التوقعات يشي بنبل أخلاق تام.
قالت لها والدتها: «لو كان قد طلب منك الامتناع عن شيء لا تهتمين به بشكل أو بآخر، لاعترضت على ذلك. إذا طلب منك، مثلا، الامتناع عن وضع أحمر الشفاه، فما كنت ستلبين طلبه.»
أنصتت إنيد لهذا الحديث بصبر.
Halaman tidak diketahui