قالت كارين: «إنها في حاجة إليك أنت.»
قال ديريك: «لا أستطيع أن أتعامل معها حين تكون في هذه الحالة.» وضع من يده الصفحة التي انتهى منها، ثم التقط أخرى. وبين الصفحة والأخرى، ينظر إلى كارين وعلى وجهه عبوس ومعاناة. بدا مرهقا عجوزا تعبا. قال لها: «لا أستطيع تحملها. أنا آسف.»
لذا دلفت كارين لغرفة النوم حيث تستلقي روزماري وأخذت تربت على ظهرها، فاعتذرت لها روزماري.
وتساءلت: «ماذا يفعل ديريك؟»
ردت كارين: «يجلس في المطبخ.» إذ لم ترد أن تقول إنه «يقرأ». «ماذا قال؟» «طلب إلي أن آتي لأتكلم معك.» «آه يا كارين؛ كم أشعر بالخزي الشديد!»
ماذا حدث ليبدأ هذا الشجار؟ كانت روزماري دائما ما تقول لها - بعد أن تهدأ وتهندم نفسها - إن السبب هو خلاف بشأن العمل. وفي تلك المرة، قالت لها كارين: «إذن لم لا تتوقفين عن العمل في كتابه هذا؟ لديك من الأمور الخاصة بك ما يشغلك.» كانت روزماري محررة نصوص، وهو الأمر الذي جعلها تقابل ديريك؛ ليس لأنه تقدم بكتابه إلى الناشر الذي تعمل لديه - فلم يكن قد عرفه بعد - بل لأنها كانت تعرف أحد أصدقائه الذي قال له: «أعرف امرأة يمكن أن تساعدك.» ولم يمض وقت طويل حتى انتقلت روزماري إلى الريف، ثم إلى الكارافان - الذي لم يكن بعيدا عن بيته - كي تكون قريبة منه لتنجز له عمله. في البداية، احتفظت بالشقة التي تمتلكها في تورونتو، لكنها تخلت عنها؛ لأنها صارت تقضي جل وقتها في الكارافان. ولكنها في الوقت نفسه، لم تتوقف عن العمل على تحرير نصوص أخرى - وإن لم تكن كثيرة - واستطاعت أن تلتزم بالعمل يوما واحدا أسبوعيا في تورونتو، فكانت تخرج في الساعة السادسة صباحا وتعود بعد الحادية عشرة ليلا.
سأل تيد كارين: «ما موضوع هذا الكتاب؟»
فردت عليه: «يتحدث عن المستكشف لاسال والهنود.» «أهذا الرجل مؤرخ؟ هل يدرس في الجامعة؟»
لم تكن لدى كارين إجابة عن هذا السؤال؛ فقد عمل ديريك في مهن كثيرة؛ عمل مصورا، وفي منجم، وخبير معاينة، أما عن عمله في التدريس فلعله - كما ظنت كارين - قد عمل في مدرسة ثانوية. وكانت آن تقول عن عمله: «إنه لا يتسم بأي نظام.»
كان تيد نفسه يدرس في الجامعة؛ إذ كان أستاذ اقتصاد.
Halaman tidak diketahui