قالت: «لن نزعجك ثانية . فيليب، لقد أخبرت هذا الرجل لتوي أننا دخلنا هذا الطريق بحثا عن مكان أتيته عندما كنت فتاة صغيرة، وكانت به صور من الزجاج الملون معلقة على سور، لكنني أخطأت، وليس هذا هو المكان المقصود.»
تساءل فيليب: «ما اسم الكلبة؟»
قال الرجل: «تريكسي.» وما إن سمعت الكلبة اسمها حتى قفزت وضربت ذراعه؛ فرد لها الضربة كي تتوقف عن القفز، وقال: «لا أعرف أي شيء عن أي صور؛ فأنا لا أعيش هنا، هارولد قد يعرف ما تتحدثين عنه.»
قالت إيف وهي ترفع ديزي من على الأرض: «لا بأس. أرجو منك فقط أن تحرك السيارة للأمام قليلا حتى أنعطف بالسيارة.» «لا أعرف شيئا عن هذه الصور. لو كانت في الجزء الأمامي من المنزل لما استطعت أن أراها؛ لأن هارولد أغلق ذلك الجزء بالكامل.»
قالت إيف: «كلا. كانت الصور في الخارج. لا يهم؛ كان هذا منذ سنين عديدة.»
قال الرجل متحمسا للحوار: «لا. لا، ولم؟ فلتدخلي لهارولد وتتحدثي معه لتسأليه عنها. أتعرفين هارولد؟ إنه مالك هذا المكان. كانت ماري من قبل من تملكه، لكن هارولد ألحقها بدار للمسنين، وصار هو الآن صاحب المنزل. لم يتسبب في ذلك، كان لا بد أن تعيش هناك.» ثم اتجه نحو سيارته والتقط منها صندوقي جعة وقال: «عدت لتوي من البلدة. هارولد أرسلني إلى هناك. فلتدخلي له. ادخلي، سيسر بلقائك.»
قال فيليب متجهما: «إلى هنا يا تريكسي.»
أتت الكلبة تنبح وتقفز حولهم؛ فصرخت ديزي صرخة رعب واستمتاع في آن واحد، وكانوا جميعهم في طريقهم إلى المنزل؛ ديزي على كتف إيف، بينما يسرع فيليب وتريكسي يثبان فوق المطبات الأرضية التي كانت من قبل درجات سلم. تبعهم الرجل ومشى بالقرب منهم، وانبعثت منه رائحة جعة؛ لا بد أنه كان يتجرعها في السيارة.
قال: «تفضلي بالدخول. تقدمي. لا تنزعجي بالفوضى التي تعم المنزل؛ فماري في دار المسنين، ولا أحد يأتيه لتنظيفه وترتيبه كسابق العهد.»
دخلوا منزلا غارقا في الفوضى العارمة التي استغرقت سنوات بالضرورة كي تتراكم بهذا الشكل. تألفت أولى طبقات الفوضى من مقاعد وطاولات وأرائك، وربما موقد أو اثنين، بالإضافة إلى ملاءات قديمة، وأوراق جرائد، وستائر نوافذ، ونباتات ميتة موضوعة في أصص، وقطع أثاث خشبي، وزجاجات فارغة، وأدوات إضاءة مكسورة. فوق كل ذلك طبقة أخرى، وكانت لأعمدة ستائر متراكمة حتى السقف في بعض الأماكن، حتى حجبت ضوء الشمس القادم من الخارج؛ ولتعويض هذا الضوء المحجوب، أضاء المكان مصباح بجانب الباب الداخلي.
Halaman tidak diketahui