والحب ملهاة الحياة وطبها
ولقد تكون به الحياة سقاما
فالحب إذن مصدر الحياة. هو الحياة عينها، بل قل هو الله نفسه لأن الله محبة؛ ولذلك نجد شكسبير يقول: «يا أيها الإنسان، اركع على قدميك واشكر السماء، فقد وهبك الله الحب.» كما نجد جبران يقول: «الحب وما يولده، والتمرد وما يوجده، والحرية وما تنميه؛ ثلاثة مظاهر من مظاهر الله سبحانه وتعالى.»
ألست معي في أن الطير يحب ولا يعيش بدون الحب؟ ألا ترى الطائر ينتقل في الصباح من غصن إلى غصن، ويغرد تارة هنا وطورا هناك. إن حبه لأنثاه يدفع به إلى ذلك السرور، وينطقه بأعذب الأنغام.
أوليست النساء كالطير؟ تتنقل على غصون الحياة، فإن أحبت سمعت حنينها وأنينها وشكواها، فعرفت كيف تكون نغمات الحب.
لا يعيش النبات بدون الحب، وكذلك لا يعيش الحيوان بغير الحب. انظر إلى الطبيعة واقرأ في معانيها آيات الحب. ألا ترى القمر في كبد السماء تحيط به تلك الهالة الجميلة؟ ثم انظر إلى تلك الكواكب ترنو بألحاظها إليه، وكيف تسطع بشعلات الحب. وها أنا ذا أقول إن الله تعالى - جلت قدرته - يحب؛ فهو يحب عباده، يحب خلقه، يحب الملائكة، يحب ما هو من صنع يديه؛ لأنه هو الحب بعينه.
يقول بايلي:
حبيبتي لا تسأليني عن الحب،
بل سلي الله عنه في السموات،
سلي الشمس العظيمة عن الضوء،
Halaman tidak diketahui