وهكذا ربط الشاعر حياته ومماته بالحب، وجعل للحب هذا الأثر العظيم في بقائه وفنائه. ويؤيده في ذلك قول جبران: «الحب يقظة تتناول الموت والحياة، وتبتدع منهما حلما أغرب من الحياة، وأعمق من الموت.» وكذلك قال الفيلسوف الروماني بوبليليوس سيروس: «لا أحد يقدر على النجاة من الموت أو الحب.»
ويرى فولتير أن الإنسان يموت مرتين؛ المرة الثانية حين يكف عن التنفس ويدفن في باطن الأرض، أما المرة الأولى فحين يكف قلبه عن الخفقان للجمال والشعور بعاطفة الحب.»
إذن فالحب في نظر فولتير هو الحياة بعينها، وما من شك أن الحياة بدون حب حياة عقيمة، بل هي أشبه شيء بصحراء جرداء قاحلة، لا زهر فيها ولا ثمر.
يقول الشاعر:
ولا خير في الدنيا بغير صبابة
ولا في نعيم ليس فيه حبيب
وعلى ذلك تكون الحياة بدون حب أشبه بشجرة لا زهر فيها ولا ثمر. والحب بغير الجمال كأزهار بلا عطر، أو ثمار بغير بذور. فالحياة والحب والجمال ثلاثة أقانيم في ذات واحدة مستقلة مطلقة، لا تقبل التغيير ولا الانفصال.
وهناك أغنية فرنسية تقول: «إنه الحب .. إنه الحب .. الذي يجعل الحياة تمضي.»
فلا تلذ الحياة لصاحبها إلا إذا تخللها الحب، والحب كماء البحر، كلما زدت منه شربا زادك عطشا، أو هو كالبحر نفسه كلما حدقت فيه ببصرك، كلما تراءى لك أنه أعمق من أن تتناوله الأبصار.
ويرى «توماس مور» أن الحب حلم الحياة الصغير، ويعتقد فريق من الناس أن الحياة زهرة رحيقها الحب. ويرى فريق آخر أنه من ضروريات الحياة أن نحب شيئا. والحب عند «شابمان» شمس الحياة الثانية، كلما أشرق أضفى على الإنسانية معاني الفضيلة. وحب الرجل عند بيرون منفصل عن حياته، ولكن حب المرأة هو حياتها ذاتها.
Halaman tidak diketahui