Hobbit dan Falsafah
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
Genre-genre
كان ويليام بليك (1757-1827)، أحد الشعراء المعاصرين لوردزوورث، أقرب من أي من الشعراء الرومانسيين الآخرين لوصف فلسفة الخبرة؛ فكان يرى أن هناك حالتين أساسيتين: براءة الطفل وخبرة الكبير. وعلى الرغم من أن تلك المقارنة قد تبدو عادية، فكر في أنها تربط بين نقيضين آخرين أكثر شيوعا: الطفولة بالرشد، والبراءة بالإثم.
لم يكن بليك يقول إن جميع البالغين آثمون - وبوصفي أبا، أستطيع أن أؤكد لك أن ليس جميع الأطفال أبرياء - ولكنه دمج الاثنين من أجل إبراز الثمن الذي ندفعه مقابل خبراتنا وتجاربنا. ليس بالضرورة أن يكون الأمر أننا نزداد سوءا كلما نضجنا وتقدم بنا العمر، ولكن النضج يكلفنا حالة منحتنا علاقة أكثر طبيعية بالعالم؛ أي إن البراءة لها النوع الخاص بها من الحكمة، ولا يمكن أن نعي قوتها إلى أن يفوت الأوان؛ إلى أن نمتلك ما يكفي من الخبرة للنظر إلى حالة أصبحت مغلقة أمامنا.
استكشف بليك الحالتين في اثنين من أشهر أعماله؛ وهما عبارة عن ديوانين أطلق عليهما «أغاني البراءة» و«أغاني الخبرة». إذا كان قد سبق لك دراسة الشعر، فمن المحتمل أن تكون فد صادفت بعضا منها، فيتساءل في قصيدة «الحمل» على سبيل المثال: «أيها الحمل الصغير، من صنعك؟»
7
ويصبح هذا الاهتمام أكثر تعقيدا في قصيدة «النمر»: «أيها النمر! أيها النمر! المتألق كوهج النار/في غابات الليل/أي يد، أي عين خالدة/أمكنها صياغة تماثلك المرعب ذاك؟»
8
إن كل سؤال يطرح يسأل عن نفس الشيء: «من أين تأتي؟» غير أنه في حالة الحمل، ذلك المخلوق الذي يقارن بالمسيح في براءته، لم يكن الشاعر يتوقع إجابة. فما هذا سوى أسلوب للحديث إلى طفل رضيع، نسخة شعرية من سؤال «من وهبك هاتين العينين الصغيرتين الجميلتين؟!»
أما «النمر»، فهو شيء مختلف؛ فهو مخلوق خطير قادر على إيذاء الآخرين، مخلوق يثير الذعر عندما ننظر إليه. ليس واضحا إن كان من المفترض أن تدور القصيدة عن النمور مثلما نعرفها، أم عن حلم بمخلوق أكثر شرا وشيطانية، ولكن ما نعرفه أننا لا نستطيع بهذه السهولة أن نهرب من سؤال من أين يأتي، فهذا ليس كحديث الأطفال في شيء؛ بل بحث جاد في طبيعة الشر. وقد تساءل الشاعر بعد ذلك «هل من خلق الحمل هو من خلقك؟» وهو سؤال يحمل مضامين مزعجة.
9
فإذا كانت الإجابة بنعم، إذا كانت نفس القوة الإلهية التي صنعت الحمل البريء هي التي خلقت النمر، إذن فتلك القوة ليست حانية وحكيمة كما نريدها، وإذا كانت الإجابة بلا، إذا كانت قوة أخرى قد تمكنت من خلق شيء كهذا ، إذن فهناك قدرة مخيفة على الشر سارية في الكون.
Halaman tidak diketahui