Hobbit dan Falsafah
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
Genre-genre
12
وعلى الرغم من أننا بطبيعة الحال نشير إلى ما يصيبنا من هلع من تجسيد تقدم قوات الأورك-هاي التابعة لسارومان على الشاشة أثناء معركة هيلمز ديب، فلا ينبغي أن تؤخذ هذه الإشارة بمعنى حرفي. فقلوبنا قد تخفق بلا هوادة، وقد نعرق ونلهث، وقد تبيض براجم أصابعنا بينما نتشبث بمساند الذراع في مقاعد السينما التي نجلس عليها، ولكن - على الرغم من ذلك - من الخطأ أن نصف هذه الاستجابات اللاإرادية بأنها دلالة على هلع حقيقي. فلما كنا نفتقر إلى اعتقاد بأن الأورك-هاي يتقدمون حقا نحونا، لا يمكننا أن نشعر بالرعب منهم. وأفضل وصف لردود أفعالنا تجاه الفيلم هي أنها مماثلة لردود أفعالنا حين نلعب ألعاب التظاهر التقليدية.
ودعما لهذه النقطة، يطالبنا والتون بأن نتخيل صبيا صغيرا يلعب إحدى ألعاب الوحوش مع والده:
يتسلل الأب، متظاهرا بأنه وحش مفترس، بدهاء ومكر وراء الطفل، وفي لحظة حاسمة، يندفع نحوه بضراوة. يهرب الطفل إلى الغرفة المجاورة وهو يصرخ. إن الصرخة تخرج بشكل لا إرادي بدرجة ما، وكذلك الهروب. ولكن الطفل ... على وعي تام بأن هذا الأب «يلعب» لا أكثر، وأن الأمر برمته «مجرد لعبة»، وأن وجود وحش ضار وراءه ما هو إلا ادعاء زائف. إنه ليس خائفا بحق.
13
ومثلما تحثنا الأفلام والروايات على تخيل شخصيات بعينها والتظاهر بأن الأحداث المجسدة حقيقية، فهي تحثنا أيضا على التظاهر بأن لدينا تلك المشاعر ذات الصلة.
بالإضافة إلى تقديم حل لمفارقة الخيال، تقوم اللاواقعية العاطفية، على نحو لطيف، بحل لغز متصل بشأن استجاباتنا العاطفية للخيال. فالمشاعر عادة ما تحضنا على الفعل. على سبيل المثال، حين نشعر بالخوف من شيء ما، نميل للقيام بشيء لمحاولة تفاديه أو منعه من الحدوث. ولكن خوفنا الظاهري من تقدم جيش سارومان لا يحفزنا إلى اتخاذ أي إجراءات أو تحركات على الإطلاق. بل نجلس فحسب بشكل سلبي دون حراك على مقاعدنا. غير أن هذا الخوف لو كان مجرد ادعاء فحسب، فإن لدينا تفسيرا لطيفا لسلبيتنا، وهو أننا ليس لدينا مبرر لاتخاذ أي إجراء إذا كنا لا نشعر بخوف حقيقي.
ولكن على الرغم من حقيقة أن اللاواقعية العاطفية يمكن أن تقدم حلولا لهذه المعضلات الفلسفية، فإن هذا الأمر محاط بالشكوك إلى حد كبير. فحين تشاهد فيلم بيتر جاكسون «رفقة الخاتم» وتشعر بالألم والفاجعة لسقوط جاندالف من جسر خازاد دوم، فإن تذكيرك بأنه مجرد شخصية خيالية لا يقلل من حزنك؛ كما لا يحدث التذكير أي فارق في شعورك بالحزن ولا يجعله أقل واقعية. والخوف والقلق اللذان نشعر بهما حين نقرأ رواية «الهوبيت» «يبدوان» بالتأكيد خوفا وقلقا حقيقيين بالنسبة إلينا، لدرجة أننا نخلط بين الأول والأخير.
ردا على ذلك، يرفض أنصار اللاواقعية العاطفية، أمثال والتون، التشابه الظاهري لانطباعاتنا الذاتية، ذاهبين إلى أننا لا ينبغي أن نضلل بعجزنا عن تمييز الخوف الزائف من الخوف الحقيقي. قد لا نستطيع تمييز كيلي من فيلي من على بعد، ولكن لا ينبغي أن نستخلص أي استنتاجات عن هويتيهما من حقيقة أننا لا نستطيع التمييز بينهما. فالخوف الظاهري يبدو لنا كالخوف الحقيقي، ولكن هذا في حد ذاته ليس كافيا لجعله شعورا حقيقيا.
من الصعب أن تشعر برضا كامل بذلك الرد. حين يقترب بيلبو من الوطن في رحلة عودته، يصل إلى مكان «حيث كانت أشكال الأرض والأشجار معروفة جيدا له كيديه وأصابع قدميه.»
Halaman tidak diketahui