Hobbit dan Falsafah
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
Genre-genre
والنقيض لبيورن، في قصص تولكين عن الأرض الوسطى، هو سارومان، وهو ساحر فاسد يستغل السحر والتكنولوجيا للسعي خلف أحلامه بالقوة والهيمنة. فيحول سارومان أيزينجارد إلى وجه قمر، ويخترع متفجرات شديدة الانفجار، ويستخدم الهندسة الوراثية لاستيلاد قوة مقاتلة مختارة من الأورك الخارقين؛ كل ذلك من أجل بلوغ رؤيته المنحرفة «للمعرفة، والحكم، والنظام». وعلى النقيض من صانعي خواتم القوة الثلاثة الخاصة بالجن «الذين كانوا لا يبغون القوة أو الهيمنة أو الثروة المكتنزة، بل كانوا يبغون الفهم، والصناعة، والمداواة، من أجل الحفاظ على كل الأشياء من الدنس»، كان سارومان يمتلك «عقلا من المعدن والعجلات» لا يبحث إلا عن أسرع الوسائل وأكثرها فاعلية للسيطرة على إرادة الآخرين.
43
ومثلما يوثق لين ثورندايك في كتابه المميز «تاريخ السحر والعلم التجريبي» (1958)، لم يكن السحر، بدءا من أصوله القديمة، مجرد فن مؤثر وعامل أو تقنية، بل طريقة للنظر إلى العالم وفهم علاقتنا بالطبيعة. والفكرة هي أن العالم الطبيعي (بما فيه جسم الإنسان) ليس أكثر من آلة معقدة تمثل تطورا مصيريا بالغ الأهمية في تاريخ نزاعنا مع العالم الطبيعي، وفي تاريخ ثقافتنا ككل. والبعض يعتبره سببا أساسيا لشعور الاغتراب والانسلاخ من الطبيعة الذي وقعنا في أسره خلال القرون القليلة الفائتة، على الرغم من (وفي بعض الحالات بسبب) التطورات التي طرأت على سيطرتنا التقنية على الطبيعة.
وفي هذا المناخ من الشك والاغتراب، تدعونا «الهوبيت» للتفكير فيما إذا كان في النهاية «يمكن لإنسان متعقل، بعد تفكير وتدبر ... أن يصل إلى مرحلة الاستنكار واللوم، بشكل ضمني على الأقل في صورة إسكات لأدب «الانهزامية»، والأشياء التقدمية؛ مثل: المصانع، أو المدافع الرشاشة والقنابل التي تبدو وكأنها منتجاتها الحتمية والعادية، بل وربما «الراسخة» حسبما يمكننا القول.»
44
وقد حثنا الفيلسوف الطبيعي هنري ديفيد ثورو (1817-1862) على تثمين أي مقتنيات مادية أو تقدم تكنولوجي لا بالدولارات والسنتات، بل في إطار كم «الحياة المطلوبة مبادلته بها.»
45
بالمثل، يدعونا تولكين إلى تذكر وقت ما كان فيه «القليل من الضوضاء والمزيد من الخضرة»، حين كان هناك بعض الناس، على الأقل، يتفهمون مثل الهوبيت أن في الحياة ما هو أكثر من زيادة سرعتها.
46
هوامش
Halaman tidak diketahui