Hitta Fi Dhikr Al-Sahah Al-Sittah
الحطة في ذكر الصحاح الستة
Penerbit
دار الكتب التعليمية
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٠٥هـ/ ١٩٨٥م
Lokasi Penerbit
بيروت
Genre-genre
Bibliografi dan Panduan
نبيه ﷺ وبمجاورة النَّبِيين فِي أَعلَى عليين فقد أعلمتك يَا بني مُجملا مَا سَمِعت من مشايخي مفصلا فِي هَذَا الْبَاب فاقبل الْآن إِلَى مَا قصدت إِلَيْهِ أَو دع فهالني قَوْله فَسكت متفكرا وأطرقت متأدبا
فَلَمَّا رأى ذَلِك مني قَالَ وَإِن لم تطق حمل هَذِه المشاق كلهَا فَعَلَيْك بالفقه يمكنك تعلمه وَأَنت فِي بَيْتك قار سَاكن لَا تحْتَاج إِلَى بعد الآسغر وطي الديار وركوب الْبحار وَهُوَ مَعَ هَذَا ثَمَرَة الحَدِيث وَلَيْسَ ثَوَاب الْفَقِيه دون ثَوَاب الْمُحدث فِي الاخرة وَلَا عزة بِأَقَلّ من عز الْمُحدث
فَلَمَّا سَمِعت ذَلِك نقص عزمي فِي طلب الحَدِيث وَأَقْبَلت على دراسة الْفِقْه وتعلمه إِلَى أَن صرت فِيهِ مُتَقَدما ووقفت مِنْهُ على معرفَة مَا أمكنني من تعلمه بِتَوْفِيق الله تَعَالَى فَلذَلِك لم يكن عِنْدِي مَا أمليه على هَذَا الصَّبِي يَا أَبَا إِبْرَاهِيم فَقَالَ لَهُ أَبُو إِبْرَاهِيم إِن هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد الَّذِي لَا يُوجد عِنْد غَيْرك خير للصَّبِيّ من ألف حَدِيث يجده عِنْد غَيْرك انْتهى
قَالَ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ إِن علم الحَدِيث لَا يعلق إِلَّا بِمن قصر نَفسه عَلَيْهِ وَلم يضم غَيره من الْفُنُون اليه قَالَ الشَّافِعِي أَتُرِيدُ أَن تجمع بَين السفقه والْحَدِيث هَيْهَات كَذَا فِي إرشاد الساري
وَذكر المطرزي لأهل الحَدِيث خمس مَرَاتِب أَولهَا الطَّالِب وَهُوَ المبتديء ثمَّ الْمُحدث وَهُوَ من تحمل رِوَايَته واعتنى بدرايته ثمَّ الْحَافِظ وَهُوَ من حفظ ألف حَدِيث متْنا وإسنادا ثمَّ الْحجَّة وَهُوَ من حفظ ثَلَاثمِائَة ألف ثمَّ الْحَاكِم وَهُوَ من أحَاط بِجَمِيعِ الْأَحَادِيث
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم فِي كتاب الْجرْح وَالتَّعْدِيل عَن الزُّهْرِيّ أَنه قا لَا يُولد الْحجَّة إِلَّا فِي كل أَرْبَعِينَ سنة وَلَعَلَّ ذَلِك فِي الزَّمن الْمُتَقَدّم وَأما فِي زَمَاننَا هَذَا فَلَا يُولد فِيهِ الْحَافِظ أَيْضا بل الْمُحدث الْكَامِل بل الشَّيْخ الْفَاضِل بل عدم فِيهِ الطَّالِب الصَّادِق والمبتدىء الرَّاغِب أَيْضا وَالْمرَاد بِالْحَافِظِ هَهُنَا الْحَافِظ للْحَدِيث وَإِن لم يكن حَافِظًا لقرآن لِأَن ذَلِك لَيْسَ مرَادا هُنَا وَفِي القَوْل الْجَمِيل ونعني
1 / 137