163

History of Andalusian Literature (The Era of Cordoba's Dominance)

تاريخ الأدب الأندلسي (عصر سيادة قرطبة)

Penerbit

دار الثقافة

Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٩٦٠

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

في حشا الثرى فأظهر أسراره، كأنه ليس ماء على التحقيق، بل خمرة تخرج المكنون في النفوس ثم توهم أن السماء افتخرت على الأرض، فنصر الأرض عليها وقال: ان خضرة السماء والنوار يقوم مقام النجوم، أما الشمس والبدر والغيث فكلها قد تجمعت في شخص واحد هو شخص الممدوح، ولكن حكايته عن عواطفه الحزينة في أيام السجن أقل احتفالا بالاستطراف في المعنى واكثر اتصالا بالحال النفسية، على وجهها الطبيعي.
ومن الخطأ ان نظن ان الرمادي كان دائما شديد الغوص كثير الكد في استخراج المعاني وتوليدها، فان له شعرا تلمح عليه رونق الطبع كقوله (١):
صد عني وليس يعلم أني ... كنت في كربة ففرج عني
وتجنى علي من غير ذنب ... فتجنى على كثير التجني
حسن ظني قضى علي بهذا ... حكم الله لي على حسن ظني وبينا نقرأ له هذا اللون السهل، المنساب نراه يمعن في التكلف حين يقول (٢):
عزمت على قتلي بغير تحرج ... شجى بك حتى تقتل الهائم الشجي
ولم يبد سري فيك رأيي وإنما ... تبدى فرارا من حشى متوهج
نحولي ودمعي دبجا وجنتي بما ... رأت مقلتي من خدك المتدبج
بهارا ودرا هبت الريح فوقه ... بقرو فغطت وردة بالبنفسج فهو على هذا يتعاوره تياران؟ كابن عبد ربه - ولكنه إلى الثاني اميل، وبه عرفه قومه، وقدموه، وشهدوا له بالتفوق.
ولو وصلنا من شعره الكثير لاستطعنا أن نستكشف فيه على وجه أوضح مدى دينه لأستاذيه ابن عبد ربه؟ وابن هذيل، وقد ذهب ابن

(١) الجذوة: ٣٤٩
(٢) اليتيمة ١: ٤٣٦

1 / 167