208

History of Andalusian Literature (Era of the Taifas and Almoravids)

تاريخ الأدب الأندلسي (عصر الطوائف والمرابطين)

Penerbit

دار الثقافة

Lokasi Penerbit

بيروت - لبنان

Genre-genre

رقص القضيب بها وقد شرب الثرى ... وشدا الحمام وصفق التيار
غناء الحف عطفها ورق الندى ... والتف في جنباتها النوار
فتطلعت في كل موقع لحظة ... من كل غصن صفحة وعذار ولعل هذا العنف جمعته إلى رؤية البحر والحصان، وقرنته بالصور الجنسية الكثيرة من مثل " واهتز ردفا مائج التيار " دل على تعويض جنسي. فابن خفاجة غريق أو شبه غريق، ولا ينجيه من هذا البحر الذي يراه مصورا في كل ناحية إلا ذلك الجواد الطائر الذي يرتفع به على الأوضاع الجنسية في الحياة. وهو في حالته تلك في " شبه رؤية " تتراقص الأشياء أمام عينيه كأنه ثمل، ولذلك فانه في اكثر موقفه يكون في وضع مسط بين اليقظة والنوم، فرؤيته تجييل، أو كما هو " بين الواعي والنظر " ويعبر عن ذلك بقوله:
اقلب عين الرأي طورا فاجتلي ... ويعمى علي الأمر طورا فافحص ويحدثنا ابن خاقان نقلا عنه " أنه نام فرأى أنه مستيقظ وجعل يفكر فيما مضى من شبابه " (١) . ولكنه لا يقول كذلك في ديوانه وإنما يقول (أرقت فتلددت أنظر في أعقاب ما مضى من عمري؟ فقلت (٢) (وعند ابن خاقان أنه استيقظ وهو يقول):
ألا ساجل دموعي يا غمام ... وطارحني بشجوك يا حمام
فقد وفيتها ستين حولا ... ونادتني ورائي هل أمام ويعلق على ذلك بقوله: " فما كان إلا أن صرخت عويلا، وانتحبت

(١) القلائد: ٢٣٢.
(٢) الديوان: ٦٤ - ٦٥.

1 / 214