Hinduisme: Pengenalan yang Sangat Ringkas
الهندوسية: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
تأثر هؤلاء المستشرقون، الذين درسوا لأول مرة ديانة الهندوس في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، تأثرا شديدا بالمفاهيم المكونة سابقا لديهم عن الدين. فتمثلت خبرتهم في المسيحية، وهي الدين القائم على الإيمان بالرب وابنه يسوع وكلمة الرب المنزلة في الكتاب المقدس، وتوقعوا أن تكون الديانة الهندوسية مشابهة لذلك؛ لذا، ربما ليس ثمة ما يثير الدهشة في تركيز هؤلاء على النصوص الدينية، مثل «ريج فيدا » و «بهاجافاد جيتا»، وما تحتويه من تعاليم وأحكام؛ بينما لم تحظ الطقوس والأنشطة الدنيوية للهندوس بالقدر نفسه من اهتمامهم، وعندما كانوا يذكرونها، كانوا يفسرونها عادة على نحو نقدي بوصفها إضافات متأخرة لما هو في الأصل نظام عقائدي نبيل. لقد تناول هؤلاء الباحثون الهندوسية تناولا عقلانيا، ووصفوا الممارسات الهندوسية في أغلب الأحيان بأنها خرافية ووثنية، ورأوا أن الهندوسية يمكن أن تكون دينا أفضل إذا تم التخلص من هذه الممارسات والتركيز على العناصر الإيمانية والفلسفية والروحانية فيها. تأثر بعض الزعماء الهندوس أنفسهم في القرن التاسع عشر بهذه الآراء. فنجد أن رام موهان روي - الذي يشار إليه أحيانا بأبي الهندوسية الحديثة - كان معارضا لكل من «عبادة الأوثان» و«تعدد الآلهة» و«حرق الأرامل» (ساتي). وكانت كتاباته مؤيدة للتوحيد؛ أي الإيمان بإله واحد بدلا من عدة آلهة، مستعينا في دعم رأيه بمختارات من النصوص الهندوسية المقدسة ومذهب التوحيد المسيحي. وقد أسس جمعية باسم «براهمو ساماج»، وهي الجمعية التي سعت لإصلاح الممارسات الهندوسية ونشر الأفكار التي تبني جسور التفاهم بين الفكر المسيحي والهندوسي. لاقت هذه الأفكار قبولا لدى عدد قليل من الهندوس الحاصلين على تعليم غربي، بينما لم يتقبلها أغلبية الهندوس. ودافع البرهميون المحافظون عن تقاليدهم. وانضم إليهم باحث غربي يدعى إتش إتش ويلسون احتج بأن طقوسا مثل حرق الأرامل كانت جزءا من التقليد الهندوسي، ويجب ألا يتدخل أحد من غير الهندوس في ذلك، وإن كان بحسن نية. (انظر الفصل السادس للاطلاع على مزيد من المناقشة حول رام موهان روي، والمستشرقين الغربيين، والجدل حول حرق الأرامل.)
يخلص كاتب يدعى نيراد تشودري، وهو الذي كتب بحماس عن هذه المجادلات، إلى أن الهندوسية لا تعتمد في تعريفها على تقاليدها الروحانية والفلسفية بقدر اعتمادها على جانبها «الدنيوي»؛ أي تركيزها على الأشياء الخاصة بهذا العالم، مثل جني الثروة والحب وممارسة الواجب. ويذهب نيراد تشودري إلى أن الممارسات الطقسية والتعبدية والاجتماعية لأتباع كريشنا وشيفا وديفي قد تجاهلها كثير من الدراسات الغربية. ويعتقد نيراد أن القوة أحد الجوانب المهمة في الهندوسية ، فيهتم معتنقوها بالسعي للحصول على المساعدة الإلهية لاكتساب هذه القوة واستخدامها لتحقيق الغايات والمكاسب المرجوة.
لقد رأينا أن الباحثين والمتعبدين دفعتهم في الغالب مبادئ مختلفة في أفكارهم بشأن الهندوسية، وتاريخها، ونصوصها المقدسة، وممارساتها، لكن ثمة اختلافات ظهرت أيضا داخل كل فريق من هذين الفريقين، فحاول بعض الباحثين من غير الهندوس التعرف بأسلوب خلاق على الرؤى الهندوسية بشأن العالم، بينما نظر باحثون آخرون لهذه الرؤى من منظور اهتماماتهم الاستعمارية أو المسيحية. وطور بعض الهندوس نوعا من البعد النقدي تجاه دينهم، يمكنهم من التفكير في دينهم بأسلوب أكثر موضوعية، بينما نشأ آخرون على الأساليب الهندوسية التقليدية، ولم يروا أي داع للتشكيك فيما تعلموه. وفي الفصل التالي، سنلقي نظرة أكثر تعمقا على الطريقة التي يتعلم بها الهندوس تقاليدهم، والأهمية التي يعطونها لمسألة الحفاظ على هذه التقاليد ونقلها إلى الأجيال القادمة.
الفصل الثاني
الوحي ونقل المعرفة
(1) رواة القصص والقادة الشانكاريون: نقل التعاليم الهندوسية إلى الأجيال القادمة
يمكن رؤيته فيما بعد ظهيرة أي يوم، وهو يجلس متربعا منتصب الظهر على أرضية منزله الطينية الباردة، منهمكا في قراءة كتاب ضخم باللغة السنسكريتية موضوع على حامل قراءة خشبي، أو يميل ناحية ضوء الشمس عند المدخل لقراءة مخطوطة قديمة مكتوبة على سعف النخيل. عندما يرغب الناس في سماع قصة بعد الانتهاء من أعمالهم الشاقة في الحقول، يتجمعون في صمت أمام منزله، ولا سيما في الأمسيات التي ينشر فيها القمر ضياءه عبر نخيل جوز الهند ... إنه شخص يعتمد بالكامل على نفسه، ويحفظ عن ظهر قلب كل مقاطع «رامايانا» البالغ عددها 24 ألف مقطع، و«مهابهارتا» البالغ عددها 100 ألف مقطع، و«بهاجافاتا» البالغ عددها 18 ألف مقطع. وإذا فتح نسخة من النص السنسكريتي أمامه، فلا يكون ذلك إلا ليثبت لجمهوره أن ما يرويه مثبت بالدليل.
البانديت (كما يطلق عليه) - رجل الدين - رجل بلغ من العمر أرذله ويواصل إحياء التقاليد التي يرجع تاريخها إلى ألف سنة من خلال عاداته وسلوكياته ... لديه إيمان راسخ بصحة فيدا الذي بدأ في تعلمه وهو في السابعة من عمره . استغرق منه الأمر اثني عشر عاما ليتقن تلاوته ... حتى الأساطير والخرافات، التي تتضمنها بورانا، والتي يوجد منها ثماني عشرة أسطورة رئيسية، ما هي إلا صور للتعبير عن الحقائق الأخلاقية والروحانية المذكورة في فيدا. ويقول الراوي عادة إنه «لا يمكن لأحد فهم مغزى أي قصة في أساطيرنا إلا إذا كان متبحرا في فيدا.» ثمة ترابط وثيق بين كل شيء.
يجسد الراوي - في مجموعة القصص القصيرة «آلهة وشياطين وآخرون» لآر كيه نارايان - مفهوما هندوسيا مهما؛ ألا وهو أن القصص المتوارثة والحقائق التي تتضمنها جديرة بمواصلة إعادة روايتها. فيمثل هذا الراوي وسطا أو قناة لنقل المعرفة؛ إنه الشخص الذي يقدم التعاليم الهندوسية لجمهور حاضر من خلال روايته العلنية لها. عمله عظيم ومهمته مهمة؛ وتتمثل في سرد القصص القديمة المذكورة في النصوص المقدسة، وإبهار جمهوره بقصص عن راما وسيتا، ورادها وكريشنا، ليظهر ملاءمتها للحياة المعاصرة، ومواصلة مسيرة الرواية التي بدأها والده وجده. ويجسد عمله مفهوم التقليد واستمراره من جيل إلى آخر. وشأنه كشأن بعض المتخصصين الهندوس الآخرين، يبلغ ما تعلمه هو نفسه من قبل. «سامبرادانا» هي الكلمة السنسكريتية التي تعبر عن هذا الأمر، وتعني «العطاء» أو «التعليم». وثمة مصطلح آخر مرتبط بهذه الكلمة، وهو «سامبرادايا»؛ أي التقليد الشفهي، ويستخدم بوجه عام للإشارة إلى كيان متمركز حول معلم روحاني (جورو) تنقل عبره التقاليد اللاهوتية والطقسية إلى الأجيال التالية، وتصان من جيل إلى آخر. ويوجد العديد من أنواع السامبرادايا في الهندوسية المعاصرة، بعضها سنتعرف عليه بمزيد من التفصيل في الفصل التالي، وهي التي ترتبط بالمعلمين الروحيين الأوائل عن طريق النسب أو سلسلة من التلاميذ. ومن الأمثلة على ذلك السامبرادايا الذي أسسه أحد المعلمين الروحيين في القرن التاسع، واسمه شانكارا، والذي لا يزال مستمرا إلى الآن في العديد من الأديرة الهندوسية في أنحاء مختلفة من الهند. وتعد هذه الأديرة أماكن رائعة للتعلم؛ حيث يتعلم فيها الرهبان اللغة السنسكريتية والفلسفة، كما يذهب الهندوس العاديون لزيارتها للعبادة والتماس النصح من المعلم الروحاني، ويرأس هذه المؤسسات قامات دينية معروفة يعرفون باسم القادة الشانكاريين (شانكارا أتشاريا) (كلمة «أتشاريا» تعني «زعيما» أو «سيدا»). وقبل ارتداء هؤلاء لعباءة السلطة الدينية، يتلقون تدريبا تقليديا يتلقاه العديد من الصبية البرهميين، وهو التدريب الذي يتعلمون فيه تلاوة نصوص فيدا. وفي مرحلة الشباب، يتعلمون أيضا على يد معلميهم الروحانيين تعاليم السامبرادايا. وعندما يقع عليهم الاختيار ليكونوا قادة المستقبل، يرتحلون لعدة أعوام بمفردهم بوصفهم معلمين روحانيين، يقدمون النصائح الروحانية للناس ويساعدونهم على أداء واجباتهم الدينية. وهكذا يصبحون مؤهلين لأداء دورهم الديني وتحمل مسئولياته. ويشتهر هؤلاء الأشخاص بشخصياتهم الجذابة وحكمتهم وورعهم، لكنهم أيضا حاملو تقليد شانكارا العظيم، يساعدون على نقل تعاليمه عبر الأجيال.
القادة الشانكاريون كهنة برهميون، ومعلمون روحانيون أيضا. ومن خلال هاتين الصفتين، يؤدون الوظيفة المهمة المتمثلة في نقل المعرفة. وعلى الرغم من أن هذين الدورين يجتمعان في القائد الشانكاري وفي بعض المعلمين المهمين الآخرين، فلا يكون هكذا الحال دائما. فقد يأتي المعلمون الروحانيون من أي طائفة، والكهنة البرهميون لا يكونون بالضرورة مرشدين روحانيين، وإن كان الكثيرون منهم كذلك. وما ينقله الكهنة البرهميون والمعلمون الروحانيون، وكيفية فعلهم ذلك، قد يكون مختلفا تماما، وهذا ما سنتعرف عليه في السطور التالية. (2) شروتي وسمريتي: الوحي والنقل
Halaman tidak diketahui