Hinduisme: Pengenalan yang Sangat Ringkas
الهندوسية: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
انتقلت البيتزا - التي هي في الأصل نوع من الخبز المسطح - مع المهاجرين الإيطاليين إلى أمريكا في القرن التاسع عشر، وتطورت هناك إلى ما نعرفه اليوم: خبز مسطح مغطى بالطماطم والجبن وأي شيء آخر قد يرغب فيه من يأكلها. والإيطاليون الناجحون، الذين عادوا إلى إيطاليا لزيارة عائلاتهم، أخذوا معهم البيتزا بصورتها الجديدة التي استوعبتها إيطاليا فيما بعد قبل أن تصدرها إلى بقية العالم بوصفها وصفة إيطالية أصيلة. ويطلق الباحث أجهاناندا بهاراتي على تصدير شيء أو فكرة أو رمز ما، ونقله الثقافي ثم إعادة استيراده مرة أخرى وأثر ذلك؛ «أثر البيتزا».
لعل أوضح مثال على ذلك يمكن رؤيته في موهانداس كرمشاند غاندي (1869-1948). فغاندي هندوسي جوجاراتي نشأ على الثقافة الفايشنافية وتعرف على الأفكار الجاينية في منطقة ميلاده، وانتقل إلى لندن في ثمانينيات القرن التاسع عشر لدراسة القانون. وكان تركه للهند المقدسة وذهابه إلى أرض الأجانب خطوة مصيرية أخرج على إثرها من طائفة بانيا التجارية (وإن أعيد تنصيبه شعائريا فيها لاحقا). وما أن استقر في لندن حتى بحث عن الناس الذين قد يتشارك معهم بعض تقاليده الثقافية؛ أولئك أصحاب الفكر الحر الذين كانوا يتبعون النظام الغذائي النباتي والثيوصوفية. وكان هؤلاء من قرأ معهم «بهاجافاد جيتا» للمرة الأولى، وكذلك كتاب «نور آسيا» للسير إدوين آرنولد (الذي يدور حول بوذا) والعهد الجديد، وبالأخص «عظة على الجبل».
أثرت «بهاجافاد جيتا» على غاندي - الذي قرأها باللغة الإنجليزية - تأثيرا عميقا طوال حياته، وأثرت فكره حول الانفصال وكيفية التصرف (كارما يوجا) التي صارت مهمة في أعمال المقاومة السلمية التي قام بها ضد البريطانيين وفي حملته من أجل الحكم الذاتي للهند، لكن عودة غاندي لأصوله الروحانية لم تخل من التفكير النقدي؛ فقد قبل فئات الفارنا الاجتماعية الأربع، لكنه رفض النبذ؛ وأقر بدور «سيتا» التقليدي للنساء، لكنه جادل من أجل حقوقهن. وكان حجر الأساس لمبادئه فلسفة الساتياجراها؛ أي الإصرار على الحق؛ وهي الفلسفة التي قام عليها عمله السياسي. والحق الوحيد الكامن في جوهر كل شيء ظهر في شكل قوة أخلاقية وسلمية من أجل الخير.
كان غاندي، شأنه شأن الهندوس المعاصرين الذي ذكروا في هذا الكتاب، ملتزما بالإصلاح الاجتماعي وإعادة تشكيل الهند الحديثة بالاعتماد على تقاليدها الروحانية القيمة. وقد طور أيضا من أفكاره وأعماله بوصفه أحد المستعمرين في ظل الحكم البريطاني؛ فحاكى أحيانا الصور الغربية للهند والهندوسية، وقاومها أحيانا أخرى، لكنه تأثر دائما بها. وتدعونا آراء الهندوس المعاصرين أمثال غاندي وصور المعلقين الغربيين إلى مزيد من التفكير في طبيعة الهندوسية والأساليب العديدة التي مورست وفهمت بها، لكن قبل أن نفعل ذلك، يجب أن ندرس التحديات المعاصرة التي فرضت على الهندوسية من فئتين تتمحور حولهما دعوات الإصلاح؛ ألا وهما النساء والمنبوذون (الداليت)، وهو ما سنفعله في الفصل التالي.
الفصل السابع
تحديات تواجهها الهندوسية: النساء
والمنبوذون
في منتصف سبعينيات القرن العشرين ومنذ عام 1980 حتى اغتيالها عام 1984، كانت رئيسة وزراء الهند امرأة، وهي أنديرا غاندي؛ وفي عام 1997، أثناء كتابتي لهذا الكتاب، شغل أحد المنبوذين (الداليت)، هو كيه آر نارايانان، منصب رئيس الهند؛ فهل يشير اعتلاء هاتين الشخصيتين لهذين المنصبين أن النساء والمنبوذين قد حققوا المساواة الآن مع الجماعات الأخرى في المجتمع الهندي؟ وبالعودة إلى الدين، هل يمكن لامرأة أو أحد المنبوذين العمل كقائد شانكاري (انظر الفصل الثاني)، وهو الذي يعد، على الأرجح، أعلى منصب ديني في الهندوسية المحافظة؟
تثير هذه الأسئلة موضوعات مهمة بشأن التقاليد الاجتماعية والدينية في الهند. لكن هل هذه الموضوعات مرتبطة بعضها ببعض ؟ هل الشئون الاجتماعية/السياسية منفصلة عن الشئون الدينية؟ وهل من المناسب عند التفكير في الهندوسية تجاهل الشئون الاجتماعية/السياسية؟ سيتضح من خلال هذه المناقشة أن مثل هذا التمييز مصطنع وغير عملي؛ ففي الهند، مسائل الطوائف الاجتماعية والنوع ليست مجرد مسائل اجتماعية تتطلب رد فعل علمانيا؛ وإنما هي مسائل قائمة على أفكار دينية، وتتم المحافظة عليها من خلال التقاليد الطقسية والمؤسسات البرهمية. وطبيعة الهندوسية في حد ذاتها بوصفها دينا - بل والدين في حد ذاته - تتعرض لتحدي العلاقة المتداخلة بين هذه المسائل، لكننا سنعود لتناول هذا الأمر في الفصل الأخير من هذا الكتاب، فيجب علينا أولا دراسة ما يكمن وراء مسألتي الطوائف الاجتماعية والنوع في الفكر الهندوسي، والمطالب المعاصرة لبطلي هذه المسائل الرئيسيين؛ المنبوذين والنساء. (1) الطائفة الاجتماعية والنوع: من يكون الهندوسي؟
لقد وصفت في فصول سابقة من هذا الكتاب الفارنا (الطبقة الاجتماعية) والجاتي (الطائفة الاجتماعية) وأهمية فكرة الدارما؛ أي النظام والواجب، ومعناها للجماعات الاجتماعية المختلفة. ومثلما أوضحت، كان «مانوسمريتي» أحد النصوص المهمة التي ناقشت هذه الموضوعات. وعلى الرغم من كتابة هذا النص مع وضع مصالح البراهمة في الاعتبار على نحو رئيسي، فقد ذكر النص جماعات أخرى، بما في ذلك من ينتمون لطائفة الشودرا (الخدم) الدنيا ومن هم خارج نظام الفارنا ويشار إليهم باسم «تشاندالا». وكان يحظر على هاتين الجماعتين - والنساء أيضا - الاستماع إلى «فيدا»، وحرموا كذلك من التأهيل لحالة «المولود مرتين» (وارتداء الخيط المقدس). وقد ازدرى مانو طائفة التشاندالا، واصفا إياهم بأنهم «طباخو الكلاب» للدلالة على مكانتهم المتدنية ودنسهم، وحظر عليهم التمتع بأي ملكيات، وأرسلهم للعيش خارج القرية وأداء أكثر أعمالها مهانة (الكنس، والعمل في الجلود، وإزالة الفضلات). وكان لمس أحد هؤلاء الأشخاص يدنس من ينتمون لطائفة أعلى، ويستلزم تطهرا طقسيا. وكان كهنة البرهمية - الأطهر بين الجميع - أكثر من يخافون من وجود طائفة التشاندالا، على الرغم من اعتمادهم عليهم في أداء المهام المسببة للدنس؛ فكان ينظر إليهم على أنهم مهمون، لكن بعيدا عن القرية وحياتها الاجتماعية والدينية.
Halaman tidak diketahui