India Selepas Gandhi: Sejarah Demokrasi Terbesar di Dunia
الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم
Genre-genre
كانت الولايات الأميرية من الكثرة بحيث اختلف على عددها؛ فأحد المؤرخين قدر أنها كانت 521 ولاية، وآخر بأنها كانت 565 ولاية. ووفقا لأي تقدير، فقد تجاوز عددها 500 ولاية. وتفاوتت أحجامها ومكانة كل منها تفاوتا بينا؛ فمن ناحية كان ثمة ولايات كبيرة مثل كشمير وحيدر أباد، كل منها يعادل حجمها حجم دولة أوروبية كبيرة، ومن ناحية أخرى، كان ثمة إقطاعيات صغيرة جدا تشتمل على اثنتي عشرة قرية أو أقل.
نتجت الولايات الأميرية الكبرى عن طول مدة التاريخ الهندي بقدر ما نتجت عن السياسية البريطانية؛ فكثير من الولايات اشتهرت بصدها موجات الغزاة المسلمين الذين اجتاحوا شمال الهند فيما بين القرن الحادي عشر والقرن السادس عشر، بينما يعود الفضل في تاريخ ولايات أخرى إلى الاتصال بأولئك الغزاة؛ على سبيل المثال: نشأت أسرة آصف جاه؛ حاكمة حيدر أباد، في أوائل القرن الثامن عشر، باعتبارها ولاية تابعة لإمبراطورية المغول العظيمة، إلا أنه كان ثمة ولايات أخرى - مثل كوتش بيهار في الشرق، وجارهوال في الشمال بمنطقة الهيمالايا - لم يمسها النفوذ الإسلامي تقريبا.
وأيا كان التاريخ الماضي لتلك الولايات، فالفضل في شكلها وسلطاتها حاليا يعود إلى البريطانيين؛ فشركة الهند الشرقية - التي بدأت مؤسسة تجارية - مضت تدريجيا تجاه شغل منصب السيادة على الهند وولاياتها. ساعدها على ذلك تراجع دور المغول بعد وفاة أورنجزيب عام 1707؛ فقد ارتأت الشركة في الحكام الهنود حلفاء استراتيجيين ذوي نفع في إيقاف طموح عدوهما المشترك - الفرنسيين - عند حده. فرضت الشركة معاهدات على تلك الولايات تقر بأن الشركة هي «السلطة العليا»؛ ومن ثم بينما كانت المناطق التي حكمها «النوابون» (لقب كان يمنح لحكام المقاطعة أو الأمراء في زمن المغول) أو «المهراجات» ملكا لهم، احتفظ البريطانيون لأنفسهم بحق تعيين الوزراء والتحكم في من يخلفونهم، والحصول على مخصص مالي كبير نظير تقديم الدعم الإداري والعسكري. وفي كثير من الحالات، نقلت المعاهدات أيضا مناطق مهمة من الولايات الهندية إلى البريطانيين؛ فليس من قبيل المصادفة أنه - عدا ولايات كاثياوار وقبيلتين في الجنوب - لم تحظ أي ولاية هندية بساحل. وقد فاقمت التبعية الاقتصادية من حدة التبعية السياسية؛ إذ اعتمدت الولايات على الهند البريطانية للحصول على المواد الخام، والسلع الصناعية، وفرص العمل.
8
وقد كان للولايات الأميرية الكبرى سككها الحديدية وعملاتها وطوابعها الخاصة، وهي شكليات سمح لها بها التاج البريطاني. ولكن قليلا منها فقط كان به صناعات حديثة، وأقل من ذلك توافرت لديه صور التعليم الحديثة؛ فقد كتب مراقب بريطاني في أوائل القرن العشرين أنه، بصفة عامة، كانت الولايات «بؤرا للرجعية، وقلة الكفاءة، والسلطة الاستبدادية الجامحة التي يمارسها أحيانا أفراد متوحشون مختلون عقليا».
9
وكان ذلك إلى حد ما رأي حزب الحركة القومية الرئيسي أيضا؛ حزب المؤتمر. ومنذ عشرينيات القرن العشرين راح الحزب يضغط على حكام الولايات حتى يضاهوا البريطانيين، على الأقل، في السماح بنذر يسير من التمثيل السياسي. وقد شملت مظلة الحزب الاتحاد الشعبي لولايات عموم الهند، الذي تبعته الجمعيات الشعبية الفردية للولايات بدورها.
وقد كان الأمراء سيئي السمعة حتى في أوج مجدهم؛ إذ كان ينظر إليهم، بصفة عامة، على أنهم ضعيفو الشخصية، ومنغمسون في الشهوات، ومولعون بخيول السباق، وزوجات الآخرين، وقضاء الإجازات في أوروبا. ورأى كل من المؤتمر الوطني والبريطانيين أنهم لا يبالون بالمسائل الإدارية المملة. كان ذلك صحيحا في معظمه، ولكن كان ثمة استثناءات؛ فقد وهب مهراجا ميسور ومهراجا بارودا إمارتيهما جامعات رفيعة المستوى، وتصديا للتحيز الطبقي، وشجعا إنشاء المؤسسات التجارية الحديثة، وثمة مهراجات آخرون حافظوا على التقاليد العظيمة للموسيقى الهندية الكلاسيكية.
وسواء كانوا صالحين أم فاسدين، مسرفين أم مراعين، استبداديين أم ديمقراطيين نوعا ما، فبحلول أربعينيات القرن العشرين وجد الأمراء جميعا أنفسهم أمام مشكلة مشتركة؛ ألا وهي مستقبلهم في الهند الحرة؛ ففي الجزء الأول من عام 1946 أجرت الهند البريطانية انتخابات متوالية حاسمة، ولكنها لم تمس الولايات الأميرية. ونتيجة لذلك، كان ثمة «عداء متنام إزاء حكومات الولايات الأميرية».
10
Halaman tidak diketahui