وأبيضُ من ماء الحديد مهنَّدٌ ... وأسمرُ عسَّالُ الكعوب عَنَطْنطُ
وبيضاءُ كالضَّحضاح زَعْفٌ مُفاضة ... يكفَتُها عنّى نِجَادٌ مخطَّطُ
ومعطوفةُ الأطراف كَبْداء سَمْحةٌ ... منفَّجَة الأعطاف صفراءُ شَوْحط
فيا ليتَ مالي غير ما قد جمعتُه ... على لُجَّةٍ تيَّارها يَتَغَطْغَطُ
ويا ليتني أُمْسِي على الدهر ليلةً ... وليس على نفسي أمير مُسَلَّطُ
وقال العيَّار الضَّبِّى في معناه:
أعددتُ بيضاءَ للحروب ومَصْ ... قولَ الغِرارين يَقْصِم الحَلَقَا
وفارجًا نَبْعةً ومِلْء جف ... ير مِنْ نِصَالٍ تخالها ورَقا
وأرْيحيًّا عَضْبًا وذا خُصَلٍ ... مُخْلولق المَتْن سابحًا تَئِقَا
يملأ عينيك بالفضاء ويُرض ... يك عِقَابًا إن شئتَ أو نزقا
فصل
وإذا انفرد الفارس بشيء من السلاح نُعِتَ به. فهو بالسيف:) مُسِيفٌ (و) سيَّاف (. والضارب به) سائف (. وهو بالرمح) رَامِح (وبالنَّبل) نابل (و) نَبَّال (. وبالنشَّاب) ناشب (. وبالدِّرع) دارع (. وبالمِغْفر) مقنع (، وبالتُرس) تَرَّاسٌ (.
فإن جَمَعَ السيف والنَّبل فهو) قارن (. وإن جمع السلاح فهو) سالح (.) والشَّكَّةُ (: السلاح التام. تقول: فارس) شاكي السلاح (، مخفَّففًا،. وقيل إنه من شَوْكَة السلاح، فإن كان كذلك فهو مقلوب من شائك، وفارس) مؤمَّل (: تام السلاح من الأداة. وكذلك) مُدَجَّج (. و) السَّنوَّرُ (: السلاح مع الدِّرع. و) البزُّ (و) البِزّة (: السلاح بلا درع.
فإن كان الفارس لا سيف معه فهو) أَمْيَلُ (. وإن كان دون رمح فهو) أَجَمُّ (. وإن كان دون درع فهو) حاسر (. وإن كان دون تُرسِ فهو) أكْشَف (فإن كان لا شيء من السلاح فهو) أَعْزل (.
فإذا لبس الدرع تقول) اسْتَلأْمَ (: أي لبس اللأَّمَةَ. و) سَنَّ (عليه الدرع: صبَّها عليه. و) نَثَلها (: لبسها عليه أيضًا. و) تقنَّع (لبس المِغفر. و) اجْتنَّ (: لبس الجُنَّة.
و) جلَّل (بالسيف: إذا حمل على قِرنه به وحضَّض عليه به، و) جلَّله (به: علاه،) وسافه (: ضربه به وحَزَبه به، و) طبَّق (: إذا أصاب المَفْصِل، و) بَري (: إذا قطع اللحم والعظم وأبَانَ العضو.
و) المِصاعُ () والمماصَعة (: المجالدة بالسيوف، و) المطاعنة () والمداعسة (: المضاربة بالرمح. تقول: رَمَح ودَعَسَ ونَدَسَ: إذا طَعن بالرمح. ونَبَلَ ورَشَقَ: إذا رَمَى بالسهام.
قلتُ: وإحكامُ العمل بالسِّلاح لا يتساوى الناس فيه، بل التفاوُتُ بينهم في ذلك شديد، والتباين بعيد. فيجبُ على العاقل أن يشاهد من أهلها الأعمال، ويحاضرَ بها الرجال، ويأخذّ بحظ من التمرن فيه مع من يراه أهلًا لذلك ويصطفيه، حتى يعرف كيفية الطعن والضرب والثقابة بالسلاح في الحرب، ووجوه العملِ في الكرِّ والفر، والامتناع، والدخول على المبارزين، والخروج عنهم في المطاعنة والمِصاع، وملاحظة مواقع السهام، وأوقات الإقدام والإحجام، واسْتِرَاقَ الأرض في المبارزة، واستتارَ الشمس عند اللقاء، والمناجزة والمراوغة، والعطف في القتال، ودقائق ذلك، ولواحقه لدى النزال، وترصُّدَ غِرَّة العدو في حال الحركة والهدوء، والختْلِ في تعطيل الرمح بالضرب عليه أو ملكه على ربه، أو ردِّه إليه، أو خلع عِذار الفَرس، أو قطِع عِنانه، ليشتغل الفارس بأمر فرسه وشأنه، فيتمكن منه في الْحِين، وتظهر الفِراسة فيه وتستبين.
ومن لم يتمرَّن في ذلك فلا تَغُرَّهُ نفسه بأن تسلك به هذه المسالك. ففي معرفة ذلك كلَّه وإمعان النظر فيه يتفاضل الفُرْسَان، مع الاستثبات وجرأة الْجنَان، وشدة الحذر عند منازعة الأقران، ومنازلة الميْدان. والله جلَّ وعلا في كل حال هو المستعان.
قال أبو الطيب:
إن السِّلاح جميع الناس تَحْمِلُه ... وليس كلَّ ذواتِ المِخلْبِ السَّبُعُ
1 / 53