فصل في أسمائها ونعوتها
فمن ذلك) الجُنَن (وكلُّ ما يُتَّقى به فهو جُنَّة. و) الَّلأمة (: الدرع التَّامة التي لها فُضول. فإذا كانت واسعة فهي) زَعْفة (ثم) نَثْرة (، و) نَثلْة (. ثم) فضْفاضة (إذا كانت مع سعته ضافية. فإن كانت ضيقة فهي) السُّك (. فإن كانت ليِّنة فهي) خَدْباء (و) دِلاَص (. فإن كانت مُحكمةً صُلبة فهي) قَضَّاء (، و) حَصْداء (، فإذا كانت طويلة الذيل فهي) ذائل (. فإذا كانت بيضاء فهي) ماذَّية (. وقيل: إن الماذيَّة المعينة، وقيل: السهلة اللينة.
ومساميرها) الحَرَابي (واحدها) حِرْباَء (ورءوس مساميرها:) القَتير (واحدها) قَتِيرة (وهي المشَبَّهةُ بعيون الجَرَاد. و) المضاعَفة (هي المتداخلة حَلْقتين حَلْقتين. وحَلَقها:) الزّرَد (. فإذا كانت من صفائح مثقوبة فهي) مسرودة (. فإذا كانت منسوجة مرمولة فهي) جَدْلاء (. فإذا كانت قصيرة فهي) شليل (و) بَدَن (. فإذا كانت صدرًا بغير ظهر فهي) جَوشَنٌ (. و) السَّلوقية (منسوبة إلى سَلوق (قريَةٍ باليمن تعمل بها. و) الحُطَمية (مَنْسوبةٌ إلى) حُطَمة (، قيل: إنه رجل من عبد قيس بن أفصى. و) الفْرعَوْنية (منسوبة إلى) فِرْعَوْن (. و) الداودية (تنسب إلى) داود ﵇.
ومما جاء من الشعر في الدِّرع قال المعري:
غَدِيرٌ وَشَته الريحُ وِشيةَ صاَنع ... فلم يتغير حِينَ دَامَ سُكُونها
كأن الدَّبي غَرْقَى بها غيرَ أعيُنٍ ... إذا ردَّ فيها ناظر يِسْتَبينها
وما حَيَوان البَرِّ فيها بسالم ... إذا لم يُغثه سِيفُها أو سَفِينُها
فلو لم يَضَعْها عنه للسِّلم فارس ... لَخُلِّد ما دامت عليه غُضُونها
ولو عَلِمَتْ نفسُ الفتى يومَ حتفه ... ولاقته فيها لم تَغُلْها مَنُونها
أَمونٌ إذا أَوْدعت نفسَك جسمها ... ولاقيت حَرْبًا لم يَخُنْكَ أمينها
وقال عبد القيس بن خُفَاف:
وسابغةٍ من جياد الدرو ... ع تَسْمَعُ للسَّيف فيها صليلا
كمِثْلِ الغدير زَفَتْه الدَّبورُ ... يَجُرُّ المدجَّجِ منها فضولا
وقال أبو إسْحَاق بن خَفَاجَة يصف لاَبِس دِرْع:
زرَّ الحديد عليه جَيْب حمامة ... وَرْقَاءَ في غَبَش العَجَاج الأقْتَمِ
فكأنَّ جِلْدَةَ حَيَّةٍ خُلعت به ... يَوْمَ الكريهة فوق عِطْفَيْ أرقم
فصل
ومن العرب من يفخر ويتمدح بلبس الدرع في الحرب. قال عنترةُ الفوارس:
عَجِبَتْ عُبَيْلَةُ من فتىً متبذِّل ... عاري الأشَاجِع شاَحبٍ كالمُنْصُلِ
شَعْثِ المَفَارق مُنْهَجٍ سربالُه ... لم يدَّهنْ حَوْلًا ولم يَتَرَجَّلِ
لا يَكْتسي إلا الحديدَ ... إذا اكْتَسَى وكذاك كلّ محارب مُسْتَبْسِلِ
قد طال ما لَبَسَ الحديدَ فإنما ... صدأُ الحديد بجلده لم يُغْسَلِ
ومنهم من يتمدح بضد ذلك ويرى أن الدرع مَتْعَبةٌ ومَشْغَلةٌ، وإن من يقتحمُ الحرب دُون دِرع أشجعُ، وفي قتاله أسرعُ. قال الأعشى:
وإذا تَجيءُ كتيبةٌ ملمومة ... خَرْساءُ يَخشى الذائدون نهاَلَها
تأْوي طوائُفها إلى محمودة ... مكروهةٍ يخشى الكماةُ نزالها
كنتَ المقدَّم غيرَ لابِسِ جُنَّةٍ ... بالسيف تضرب مُعْلِمًَا أبطالَهَا
وعلمت أن النفس تَلْقىَ حَتْفْها ... ما كان خالقُها المليكُ قَضَى لها
وقال محمد بن مُسْلمٍ يمدح رَجُلًا:
يَلْقى السيوف بوجهه وبنَحَره ... ويُقيم هَامَته مُقامَ المِغْفرِ
ويقول للطرِّف اصطبرِ لشَبَا القنا ... فعقرتُ رُكْنَ المَجْدِ إن لم تُعْقَر!
فصل
ومن الدروع) المِغْفَر (، وهو يُنسج لَسْج الدرع يُغطَّى به الرأس والوجه. قال ابن المعتز يُخاطب غلامًا:
ولما اقتحمتَ الوغى دارعًا ... وقنَّعت وَجْهَكَ بالمِغْفَرِ
حسبنا مُحيَّاك شَمْسَ الضُّحَى ... عليها نِقَابٌ من العَنْبرِ
وما صُنع للرأس من حديد منقور فهي) بَيْضَةٌ (. و) قَوْنَسُها (: أشراف مقدَّمها. و) دائرتها (: مُؤخَّرها.
ومن أسماء البيضة) خُوْذة (. و) تَرْكَةٌ (. و) تريكة (. و) ربيعة (. و) خَيْضعة (. ويقال في الجمع) خُوَذٌ (و) تَرَائك (.
الباب التاسع عشر
ذكر الترسة وشبهها
1 / 51