Perhiasan Para Wali dan Tingkatan Para Suci

Abu Nu'aym al-Isfahani d. 430 AH
33

Perhiasan Para Wali dan Tingkatan Para Suci

حلية الأولياء و طبقات الأصفياء

Penerbit

مطبعة السعادة

Lokasi Penerbit

بجوار محافظة مصر

وَعَمَرُوهَا؟ قَدْ نُسُوا وَنُسِيَ ذِكْرُهُمْ، فَهُمُ الْيَوْمَ كَلَا شَيْءٍ: ﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةٌ بِمَا ظَلَمُوا﴾ [النمل: ٥٢]، وَهُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْقُبُورِ: ﴿هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا﴾ [مريم: ٩٨]، وَأَيْنَ مَنْ تَعْرِفُونَ مِنْ أَصْحَابِكُمْ وَإِخْوَانِكُمْ؟ قَدْ وَرَدُوا عَلَى مَا قَدَّمُوا، فَحَلُّوا الشِّقْوَةَ وَالسَّعَادَةَ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ نَسَبٌ، يُعْطِيهِ بِهِ خَيْرًا وَلَا يَصْرِفُ عَنْهُ سُوءًا، إِلَّا بِطَاعَتِهِ وَاتِّبَاعِ أَمْرِهِ، وَإِنَّهُ لَا خَيْرَ بِخَيْرٍ بَعْدَهُ النَّارُ، وَلَا شَرَّ بِشْرٍ بَعْدَهُ الْجَنَّةُ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ "
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ، قَالَ: ثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ نَمْحَةَ، قَالَ: كَانَ فِي خِطْبَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ: «أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ تَغْدُونَ وَتَرُوحُونَ فِي أَجَلٍ مَعْلُومٍ». فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُكَيْمٍ، وَزَادَ: «وَلَا خَيْرَ فِي قَوْلٍ لَا يُرَادُ بِهِ وَجْهَ اللهِ تَعَالَى، وَلَا خَيْرَ فِي مَالٍ لَا يُنْفَقُ فِي سَبِيلِ اللهِ ﷿، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ يَغْلِبَ جَهْلُهُ حِلْمَهُ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَابِطٍ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبَا بَكْرٍ الْمَوْتُ دَعَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا فَقَالَ لَهُ: " اتَّقِ اللهَ يَا عُمَرُ، وَاعْلَمْ أَنَّ لِلَّهِ ﷿ عَمَلًا بِالنَّهَارِ لَا يَقْبَلُهُ بِاللَّيْلِ، وَعَمَلًا بِاللَّيْلِ لَا يَقْبَلُهُ بِالنَّهَارِ، وَأَنَّهُ لَا يَقْبَلُ نَافِلَةً حَتَّى تُؤَدَّى الْفَرِيضَةُ، وَإِنَّمَا ثَقُلَتْ مَوَازِينُ مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهُمُ الْحَقَّ فِي الدُّنْيَا وَثِقَلُهُ عَلَيْهِمْ، وَحَقَّ لِمِيزَانٍ يُوضَعُ فِيهِ الْحَقُّ غَدًا أَنْ يَكُونَ ثَقِيلًا، وَإِنَّمَا خَفَّتْ مَوَازِينُ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهُمُ الْبَاطِلَ فِي الدُّنْيَا وَخِفَّتِهِ عَلَيْهِمْ، وَحَقَّ لِمِيزَانٍ يُوضَعُ فِيهِ الْبَاطِلُ غَدًا أَنْ يَكُونَ خَفِيفًا، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى ذَكَرَ أَهْلَ الْجَنَّةِ فَذَكَرَهُمْ بِأَحْسَنِ أَعْمَالِهِمْ، وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ، فَإِذَا ذَكَرْتَهُمْ قُلْتَ: إِنِّي لَأَخَافُ أَنْ لَا أَلْحَقَ بِهِمْ، وَأَنَّ اللهَ تَعَالَى ذَكَرَ أَهْلَ النَّارِ فَذَكَرَهُمْ بِأَسْوَأِ أَعْمَالِهِمْ، وَرَدَّ عَلَيْهِمْ أَحْسَنَهُ، فَإِذَا ذَكَرْتُهُمْ قُلْتُ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا أَكُونَ مَعَ هَؤُلَاءِ، لِيَكُونَ الْعَبْدُ رَاغِبًا رَاهِبًا، لَا يَتَمَنَّى عَلَى اللهِ وَلَا يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَتِهِ ⦗٣٧⦘ ﷿، فَإِنْ أَنْتَ حَفِظْتَ وَصِيَّتِي فَلَا يَكُنْ غَائِبًا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ، وَهُوَ آتِيَكَ، وَإِنْ أَنْتَ ضَيَّعْتَ وَصِيَّتِي فَلَا يَكُنْ غَائِبًا أَبْغَضُ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ، وَلَسْتَ بِمُعْجِزِهِ "

1 / 36