Hikmah Barat
حكمة الغرب (الجزء الأول): عرض تاريخي للفلسفة الغربية في إطارها الاجتماعي والسياسي
Genre-genre
غير أن أثينا كانت عندئذ حطاما؛ فقد هجرها سكانها، وحرق الفرس المدينة ومعابدها، وهكذا بدأت عندئذ حركة تعمير هائلة بعد أن تحملت أثينا أعباء الحرب كلها، وبينما كانت أثينا هي القائدة في زمن الحرب، أصبحت الآن بعد زوال الخطر قائدة في زمن السلم أيضا، وكانت الخطوة التالية بعد إنقاذ أرض اليونان الأصلية هي تحرير جزر بحر إيجة، ولكن الإسبرطيين لم يكن لهما نفع كبير في هذه المهمة، وهكذا أخذت أثينا على عاتقها مهمة استخدام أساطيلها في القضاء على مطامع ملك الفرس العظيم، وصارت لأثينا الكلمة العليا في منطقة بحر إيجة، وعلى حين أن الجهد الحربي قد اتخذ في البدء شكل تحالف محوره جزيرة ديلوس
Delos ، فإنه انتهى آخر الأمر إلى إمبراطورية أثينية، انتقلت خزانتها من ديلوس إلى أثينا.
لقد عانت أثينا من أجل القضية المشتركة، وأصبحت الآن تشعر بأن من حقها أن يعاد بناء معابدها من الأموال المشتركة، وهكذا شيد «الأكروبول» الجديد، أي «مدينة القمة»، وفيه البارثينون ومبان أخرى لا تزال آثارها باقية حتى اليوم، وأصبحت أثينا أروع مدن اليونان، وملتقى الفنانين والمفكرين، فضلا عن كونها مركزا للملاحة والتجارة. وقام المثال فيدياس
بنحت تماثيل للمعابد الجديدة، ولا سيما الصورة الضخمة للإلهة أثينا، التي كانت تحتل موقع الصدارة من الأكروبول، وتطل على قاعة المدخل والدرج، وجاء المؤرخ هيرودوت من بلدته «هاليكارناسوس» في أيونية لكي يعيش في أثينا، وكتب مؤلفه التاريخي عن الحروب الفارسية، وبلغت التراجيديا الإغريقية ذروتها على يد إيسخولوس، الذي كان قد حارب في معركة «سالاميس»، ولأول مرة نجد كتابا يعالج موضوعا لم يكن مستمدا من الشاعر هوميروس، هو هزيمة زيرزس، أما كاتبا التراجيديا سوفوكليس
Sophocles
ويوربيدس
Euripides
فقد عاشا ليشهدا انحدار أثينا، وكذلك الحال في الشاعر الهزلي أريستوفان
Aristophanes
الذي لم تترك سخريته اللاذعة أحدا إلا ونالت منه، أما ثوكوديدس
Halaman tidak diketahui