82

Hikmah Mutacaliya

الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة

Edisi

الثالثة

Tahun Penerbitan

1981 م

Wilayah-wilayah
Iran
Iraq

هذا تقرير مذهبهم في الميل واما على قوانين الحكماء فقد علمت أن الميل غير باق في المواضع التي ذكرناها وانه مما يشتد ويضعف والشدة والضعف يوجبان تبدل الشئ لذاته فالميل غير ضروري البقاء في كل جسم بشخصه وانما الباقي في كل جسم شخصي هو الطبيعة الجوهرية المقومة له واما الذي استدل به بعض العلماء على بقاء الميل في حال الوصول إلى المطلوب من أنه يفعل الايصال لأنه المحرك والمدافع إليه والمدافع هو بعينه الموصل إليه ويمنع انفكاك المعلول عن علته فذلك صحيح يقتضى وجود الميل إلى آن الوصول ولا يقتضى بقائه كما لا يقتضى بقاء حركه بل استحالتهما لان المستدعى للميل وحركه هو خروج الجسم عما هو المطلوب طبعا كان أو قسرا أو اراده وهو غير باق في زمان الوصول إلى المطلوب فلا يمكن الميل المحرك إليه لاستلزامه تحصيل الحاصل.

وحادي عشرها ان الميل هيئة قاره وان وقع في بعض افرادها تدريج وليس كالحركة التي لا يتصور الا تدريجا لشئ كالأين والكم وغيرهما وذلك لان الميل لا بد من وجوده عند الوصولات إلى حدود مطالب غير منقسمة في الحدوث والموجود في حد غير منقسم كان موجودا في آن وان استمر قبله أو بعده أيضا.

وثاني عشرها ان لا تفاعل بين الثقل والخفة إذ الثقل يوجب حركه الجسم إلى جانب المركز والخفة إلى جانب المحيط فكل منهما يوجب تباعد جسمه عن جسم الاخر فالوصفان الموجبان تباعد الجسمين إلى غاية التباعد يستحيل ان يجتمعا حتى يتفاعلا.

وقد علمت أن السكون الذي بين حركتي الصاعدة والهابطة انما حصل من تفاعل بين الطبيعة والميل القسري الصاعد لا بين الميلين لعدم اجتماعهما بل هما منعدمان جميعا في ذلك الزمان الا في الطرفين ففي آن أوله كان آخر زمان الميل القسري وقد قاومته الطبيعة حتى ازالته وفي آن آخره كان أول زمان الميل الطبيعي وقد أحدثته الطبيعة بعد فراغها عن آثار شواغل الميل القسري

Halaman 83