79

Hikmah Mutacaliya

الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة

Edisi

الثالثة

Tahun Penerbitan

1981 م

Wilayah-wilayah
Iran
Iraq

بأمر خارج لكن المحسوس من هذه الأقسام ليس الا الميل المكاني والقسري منه يختلف الأجسام في قبوله والتعصي عنه بأمور ذاتية أو عرضية فالاختلاف الذاتي هو ما بحسب قوة الميل الطباعي وضعفها فالأقوى بحسب الطبع أكثر تعصيا وامتناعا من قبول الميل القسري والأضعف أقل امتناعا والاختلاف العرضي اما لعدم تمكن الفاسد منه كالرملة الصغيرة أو لعدم تمكنه من دفع الممانع كالتنبيه أو لتخلخله الذي لأجله يتطرق إليه الموانع بسهولة كالريشة أو لغير ذلك.

وثامنها انه كما يجوز اجتماع حركتين متخالفتي الجهة في جسم واحد إحديهما بالذات والأخرى بالعرض كحركة الشخص بنفسه في سفينة متحركة يحركه بالعرض كذلك يجوز ان يوجد ميلان مختلفان في جسم واحد بالفعل أحدهما بالذات والاخر بالعرض كحجر يحمله انسان يمشى فإنه يحس بثقله وهو ميله بالذات ويخرق الهواء منه وهو ميله بالعرض الذي للانسان بالذات لكن لا يجوز اجتماع ميلين متخالفين أحدهما بالطبع والاخر بالقسر كما لا يجوز اجتماع حركتين مختلفتين كذلك نعم الميل يشتد ويضعف اما الطبيعي فبحسب اختلاف الجسم ذي الطبيعة في الكم فالأكبر أشد ميلا من الأصغر أو في الكيف كالتكاثف والتخلخل فالأكثف أشد ميلا للهبوط من الألطف وبالعكس للصعود وفي الوضع كاندماج الاجزاء وانتفاشها وقد يختلف أيضا بأسباب خارجه من رقه قوام المسافة وغلظه واما القسري فبحسب ما أشرنا إليه.

إذا تقرر ذلك فاعلم أنه إذا طرء على جسم ذي ميل طبيعي بالفعل ميل قسري يتقاوم السببان أعني القاسر والطبيعة فان غلب القاسر وصارت الطبيعة مقهورة حدث ميل قسري وبطل الطبيعي ثم اخذ الموانع الخارجية مع الطبيعة في افنائه قليلا قليلا فيأخذ الميل القسري في الانتقاص وقوه الطبيعة في الازدياد إلى أن تقاوم الطبيعة الباقي من الميل القسري فيبقى الجسم عديم الميل ثم تجدد الطبيعة ميلها مشوبا باثار الضعف الباقية فيها ويشتد بزوال الضعف فيكون الامر بين قوة الطبيعة والميل القسري قريبا

Halaman 80