67

Hikmah Mutacaliya

الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة

Edisi

الثالثة

Tahun Penerbitan

1981 م

Wilayah-wilayah
Iran
Iraq

والبرودة هي التي تجمع بين المتشاكلات وغير المتشاكلات وذكر في رسالة الحدود في الحرارة انها كيفية فعليه محركه لما فيه إلى فوق لأحداثها الخفة فيعرض ان يجمع المتشابهات ويفرق المختلفات أي صدور هذا الجمع والتفريق ليس صدورا أوليا بل ذلك تابع للخاصية الا ولى وهي التحريك إلى فوق والتخفيف فهذا الرسم المذكور في الحدود أولى من المذكور في الشفاء فإذا فعلت الحرارة فعلها الأولى يحدث بتخليلها الكثيف تخلخلا من باب الكيف أي رقه القوام ويقابله التكاثف بمعنى غلظ القوام وبتصعيده اللطيف من الاجزاء تكاثفا من باب الوضع أي اجتماعا للاجزاء الوحدانية الطبع بخروج الجسم الغريب عما بينها ويقابله التخلخل بمعنى انتفاش الاجزاء بحيث يخالطها جرم غريب ومعنى الفعلية في الحرارة جعل الغير سببها لا مجرد اثر ما أعم من حركه وغيرها ليكون قوله فعليه محركه بمنزله قولنا جسم حيوان على ما زعمه الامام.

وبالجملة فالخاصية الأولية للحرارة هي احداث الخفة والميل المصعد ثم يترتب على ذلك بحسب اختلاف القوابل آثارا مختلفه من الجمع والتفريق والتبخير وغير ذلك.

وتحقيقه ان ما يتأثر عن الحرارة إن كان بسيطا استحال أولا في الكيف ثم يفضى به ذلك إلى انقلاب الجوهر فيصير الماء هواء والهواء نارا وربما يفرق المتشابهات بان يميز الاجزاء الهوائية من النارية ويتبعها ما يخالطها من الأجزاء الصغار المائية وإن كان مركبا فإن لم يشتد التحام بسائطه ولا خفاء في أن الألطف اقبل للصعود لزم تفريق الاجزاء المختلفة ويتبعه انضمام كل إلى ما يشاكله بمقتضى الطبيعة وهو معنى جمع المتشاكلات وان أشد التحام البسائط فإن كان اللطيف والكثيف القريبين من الاعتدال حدثت من الحرارة القوية حركه دورية لأنه كلما مال اللطيف إلى التصعد جذبه الكثيف إلى الانحدار والا فإن كان الغالب هو اللطيف يصعد بالكلية كالنوشادر وإن كان هو الكثيف فإن لم يكن غالبا جدا حدثت يسيل كما في الرصاص أو تليين كما في الحديد وإن كان غالبا جدا كما في الطلق حدثت مجرد سخونة واحتيج في

Halaman 68