53

Hikmah Mutacaliya

الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة

Edisi

الثالثة

Tahun Penerbitan

1981 م

Wilayah-wilayah
Iran
Iraq

أجسام بلا نهاية وهو محال وان لم يجب فجاز ان يوجد جسم لا يجاوره جسم آخر فجاز الخلا والكل مندفع بأدنى تأمل وأقوى متشبثاتهم انا إذا رفعنا سطحا أملس واقعا أعلى سطح أملس مثله رفعا متساويا دفعه عند الحس فلا يخلو في الحقيقة اما ان يرتفع بعض اجزاء السطح الاعلى قبل بعض يلزم وقوع التفكك في ذلك الجسم وهو مما يكذبه الحس سيما في الحجر والحديد مثلا أو يرتفع اجزائه معا فيلزم من ذلك خلو وسطهما وقتا من الزمان من الجسم لان ذلك الجسم ينتقل من الخارج إلى الوسط وليس انتقاله من الثقب التي فيها إذ رب جسم لا ثقبه فيه ولو كانت لكان بين كل ثقبتين سطح متصل لا محاله فعلم أن انتقال الأجسام إلى الوسط يكون من الجوانب فبالضرورة يحتاج ان يمر بالطرف أولا لامتناع ان يكون في الوسط دفعه بلا مادة أو بلا استحالة لان كل استحالة في زمان أو ان يوجد في الوسط حين كونه في الطرف لامتناع حصول الجسم الواحد في مكانين فإذا كان مرورها بالطرف قبل مرورها بالوسط كان الوسط خاليا قبل ذلك وهو المطلوب.

وجوابه منع امكان الارتفاع لمثل ذلك السطح الأملس وما يرفعه من السطوح فلا يخلو من خشونة وتضاريس وان خفى ذلك على الحس.

وربما تمسكوا بعلامات أولها ان القارورة إذا مصت مصا شديدا وضم الثقب بالإصبع ثم كبت الثقبة في الماء وأزيل الإصبع دخل فيها ماء كثير فلو كانت مملوة هواء بعد المص لم يدخل الماء فيها بعد المص كما لم يدخل فيها قبله.

وثانيها لو ألصقنا أحد جانبي الزق مع الاخر بحيث لا يبقى فيها شئ من الهواء وشددنا الجوانب شدا وثيقا ثم رفعنا أحد الطرفين عن الاخر فحصل بينهما جوف خال وهو المطلوب.

وثالثها ان التجربة دلت على امكان دخول مسيله في زق مضموم الرأس يزاحم فيه الهواء بحيث انتفخ به فلو لم يكن فيه خلاء لم يمكن دخولها.

Halaman 54