48

Hikmah Mutacaliya

الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة

Edisi

الثالثة

Tahun Penerbitan

1981 م

Wilayah-wilayah
Iran
Iraq

فنقول انا نجوز وجود جسمين لا يتلاقيان ولا يكون بينهما ما يلاقيهما قالوا اما الذي توهم كون الخلا وجوديا وان بين ذينك الجسمين ابعادا فذلك وهم كاذب كما أن من توهم ان خارج العالم خلا أو ملا وهم باطل ومنهم من سلم ان الخلا امر وجودي والذي يدل على بطلان القول الأول ان الجسمين إذا فرضا بحيث لا يلاقيهما جسم قد يكون ما بينهما قدر ذراع وقد يكون ما بينهما أكثر من ذراع والقابل للمساواة والمفاوتة لا يكون الا كما موجودا لا موهوما محضا فيكون جوهريا مقداريا لا محاله وهذا بخلاف الابعاد المتوهمة خارج العام فإنها أمور كاذبة ممتنعه الوجود واما الذي دل على بطلان مذهب الفريق الثاني أمران.

الأول الخلا مما يمكن مسحه وتقديره كما مر وهو من خواص الكم هو اما كم أو متكمم والكم اما منفصل أو متصل وكون الخلا كما منفصلا باطل لان حصوله من وحدات غير متجزية وكان يستحيل ان يطابقه الجسم القابل للانقسام لا إلى حد ولأن الكم المنفصل عدد والعدد غير ذي وضع ومكان الجسم ذو وضع فالخلا إذا كان كما فهو متصل وإن كان كما متصلا فهو اما ذو وضع بالذات أو ذو وضع بالعرض فإن كان الأول فهو جسم والمفروض خلافه وإن كان الثاني فيكون مقارنا لجوهر ذي وضع فلم يكن خلا هذا خلف.

وهذا التقرير أولى مما قيل فإذا كان كما متصلا بالذات فلا شك انه كم ذو وضع بالذات فان الخلا مقدار ومتى كان كذلك استحال ان يوجد الا في المادة فيكون جسما هذا خلف.

وذلك لأنه قد مر ان مجرد كون الشئ مقدارا غير مستلزم لكونه ذا وضع وأما إذا كان كما بالعرض فيكون متصلا بالعرض لما عرفت فلم يكن بحيث إذا فرض مجردا عن الأجسام والمقادير يكون قابلا للابعاد والمفروض خلافه هذا خلف.

وهذا أولى مما يقال فحينئذ لا يخلو اما ان يكون الخلا حالا في المقدار أو المقدار حالا فيه أو هما حالان في ثالث فعلى الأول يكون حالا في المادة لان

Halaman 49