فقال الستار، بعد أن علا وجهه اصفرار: على رسلك يا فتى، ولا تضن علي ببعض حلمك، ولك فيما أقول حكمك: اعلم أنني أفضلك بالتواضع، ومن تواضع لله رفعه؛ فكان نصيبي من العز ما ذكرت، أما أنت فشمخت بأنفك وعلوت الصفوف، وغرك السير في طليعة الألوف، على أنك إذا نشرت اليوم على الرءوس وخفقت فوق الهام، فستداس غدا بالأقدام إذا حمي وطيس الحرب واشتد الصدام:
ورافع نفسه بالكبر يخفضها
تدنو ويحسبها تعلو به درجا
أما أنا فرضيت منذ نعومة أظفاري بالقيام على باب السلطان، وسوف أبقى معززا ما دام النيران، فلا تغتر بلمسك السحاب؛ فإنك لا تأمن أن يمسك التراب:
ومن جهلت نفسه قدره
رأى غيره منه ما لا يرى
يا من ترفع بالدنيا وزينتها
ليس الترفع رفع الطين بالطين
إذا أردت شريف القوم كلهم
فانظر إلى ملك في زي مسكين
Halaman tidak diketahui