============================================================
كل يقدح بزنده ، وينتصر بما حضره من ذلك (1) ، فاستخلص العقل وزيرا، والعلم نصيحا ، فخوفاه عواقب الاثم، وقربا له وقت الفناء، وأرياه غب المعاد، وأحضراه مكارع(2) الأهوال ، وكشفا له حجب الغيوب، وقللا عدته من الزاد: وحذراه إحباط المقبول، ثم عرفاه ما فى التعجل إلى الشهوة من استنفاد المدة: وما فى قضاء الأوطار من الازراء بالعدة ، ثم ذكراه ظل عاقبة (2) كان فيه ومعقل كفاية كان يوويه، بلا احتيال كان مته فى إدامته : ولا تعرض لمكروه ف كفايته ، ورهباه من خروجه[142] عن كنف الصنع إلى التغرير، ومن الغتى بربه إلى القاقة إلى خلقه مع مقارعة الأحداث فى حيلته، ومراهنة المنايا دون همته، وتعرض القوت فى استشهاده واستنفاد أكله، فاستو عر مسلك الخذلان: واستوحش من مفارقة الثقة، وطامن (4) من جأشه، وسكن من تفرته، وأطفأ نار شهوته، ووضع من حميته، ورجع على نفسه مخاصمته، وصاف (5) بالعلم جنود شرته (2): واستظهر على الصبر بتقارب مدته فتفرقت مكائد عدوه وضلت خدع نمخاد عه وانفضت (6) جموح غوائله، فخضع للمذلة هيبة لمقاحم (4) العزة، وادخر الصير شفقة من الفتنة، فصار علما لمن بعده وسلفا لمن اقتدى ه وعصة لمن سلك مسلكه واعتد عدته، وحاسب على هذه العقائد نفسه نفعنا (9) الله وإياكم بأخبار الأبرار، ووفقنا وإياكم للاقتداء بالأولياء (10) الأخيار: (1) من ذلك : الزيادة فى ص * (2) في صلب ص : مصارع ، وبالهامش : مكارع : - والمكارع : الموارد (3)ف: عافية (4) مخفف طامن - وطأمن الشىء : منه : والجاش : رواع القلب (0) اف (بتشديد الغاء) القوم القوم فى القتال مصيافة : وقفوا مصطفين ، (6) الشرة : الحرص والنشباط ، وفى الحديث : * ان لهذا القرآن شرة ، وان للناس عنه فترة (7)ف : انقضت (4) ص: المقاحم والقاحم: مواضع الدخول و الوتوب، (4) ص: الله اياكم (10) بالاولياء : ناقص فى ط (ف : للاقتداء بالاخيار، بمنه وسعة لطفه
Halaman 156