Hikma Khalida

Miskawayh d. 421 AH
137

============================================================

نصيب (1) من اللب مستوجب أن يسمى لبيبأ، ولا أن يوصف بصفات أولى الألباب. فمن رام أن يجعل لنفسه حظا منه فليأخذ أهبته (2) ، وليؤثره على أهوائه فاته قد رام أمرأ جسيما لا يصلح على الغفلة ولا يدرك بالمعجزة : ولا يصبر على الأثرة : وليس هو كسائر أمور الدنيا وسلطاتها ومالها وزينتها الى قد يدرك المتوانى منها ما يفوت المثابر، ويصيب العاجز منها مايخطىء الحازم وليعلم أن العامل إذا ضيع ما عمله حكم عليه عقله بمقارتة الحهال ؛ فعلى العاقل أن يعلم أن الناس مشتركون فى الحب لما يوافق والبغض لما لا يوافق (2)، وأن هذه مزلة استوى (4) فيها الحمق والأكياس، ثم اختلفوا بعدها فى ثلاث خصال من جماع الصواب وجماع الخطأ ، وعندهن تفرقت العلماء والحهال والحرمة (5) والعجزة . فالأول من ذلك أن العاقل ينظر فيما يؤذيه وفيما يسره فيعلم أن أحق ذلك بالطلب ، إن كان مما يحب (؟) ، وأحقه بالاتقاء، إن كان مما يكره ، أطو وأدومه وأبقاه (2) ، فاذا هو قد أبصر فضل (4) الآخرة على الدنيا، وفضل (4) سرور العلم على لذة الهوى : وفضل (8) الرأى الحامع الذى يصلح به الأنفس والأعقاب على حاضر الرأى الذى يستمتع به قليلا ثم يضمحل، وفضل (4) الأكلات على الأكلة والساعات على الساعة والثانى أن ينظر [32 ب) فيما يؤثره من ذلك فيضع الرجاء والخوف فيه موضعه، فلا بجعل اتقاءه المخوف ولا رجاءه فى غير المدرك ، فيترك عاجل اللذات طلبا لآجلها، ويحتمل قريب الأذى توقيا لبعيده . فاذا صار إلى العاقبة بدا له أن فراره كان تورطا، وأن طلبه كان شكا . والثالث تنفيذ البصر بالعزم وبعد المعرفة يفضل الذى هو أدوم، وبعد التثيت فى مواضع الرجاء والخوف، فان طالب الفضل بغير صير تائه حيران، ومحصر الفضل بغير عزم ودون رصانة (9) محروم:

1) س: نصب ) ف: له اهيته (3) والبفض، لا يوافق: ناقص فى اف : البغض (من دون وار) (5) ف : الخزنة 2: بستوى (2) ص : ايقاه : ما يبب ف: زمانه (8) ص: فصل

Halaman 137