Hikayat Rakyat Arab
الحكايات الشعبية العربية
Genre-genre
الفصل الثاني عشر
نوح وزوجته والشيطان
ليس من السهل إغفال إحدى السمات الجوهرية للتراث السامي لأساطير وحكايات وفابيولات الطوفان المتوارث بدوره، منذ أن جاء بالعديد من جزئياته وموضوعاته النص السومري لملحمة جلجاميش.
وإذا ما تتبعنا تفاصيل الطوفان كعقاب منذ بذرته السومرية الأولى وفي التراث البابلي، وما انتهى إليه في المدونات العبرية: التوراة والتلمود «البابلي» والمدراش، ثم التنويعات المسيحية والإسلامية، وانعكاسها في تراث الحكايات الشفاهية المعاش على طول بلداننا العربية؛ لوجدنا أنه - الطوفان ومأثوراته - يستحق وقفة خاصة.
ولا بد هنا من تأكيد حقيقة مهمة، هي أن موضوع الطوفان واحد أو أيتم من أساسيات أساطير الخلق المبكرة جدا عند مختلف الشعوب، فالطوفان بداية لخلق أرض موعودة جديدة، كما أن من المفيد التذكير بأن موضوع الطوفان ليس بقاصر على تراث الآداب والأساطير السامية، وهو ما كشفت عنه بوضوح التسجيلات الفولكلورية عند مختلف الشعوب.
فمنذ عام 1914 سجل جامع الحكايات الباحث بول رادن نصا لخرافة طوطمية من أوتاريو، يقول النص: «إن الإله المهذب نيبوجو - الذي جاء بالأصداف الجميلة الباهرة وزين بها الأسماك - غضب عندما أفشى إليه طائر عملاق بنبأ أن سباع البحر افترست أخيه.
فانتقم منهم نيبوجو بأن كمن لهم وقطع أشلاءهن، وألقى بها في مجاري المياه، حتى فاضت وأغرقت الأرض، فصنع نيبوجو مركبا، وأخذ من كل نوع أو زوج اثنين، وبعد فترة قال لنفسه: «أعتقد أن طوفان الماء لن يتوقف، ومن الأفضل أن أصنع أرضا جديدة».»
وتتداخل هذه الجزئية الفولكلورية عن الطوفان كانتقال حضاري لأرض جديدة، مع جزئية خلق تتصل بأساطير خلق الإنسان الأول، حين يرسل الإله حيواناته - حشراته - البحرية الثلاثة؛ لتحضر له الطمي، وكالعادة يفشل الرسولان الأولان وينجح الثالث حين يحضر الطمي من أعماق الماء الفطري، وهو ما تناولناه في مدخل سابق.
وفي القصة عديد من الجزئيات والعناصر - المعارف - البدائية الأولى، وتأثير القصة الأم مثل الطوفان كعقاب، وأزواج الحيوانات والطيور وسقوط الغراب، ثم الحيوان غواص الأرض الذي أعاد خلقها.
وهناك بعض التشابه مع حكايات الطوفان والخلق الهندية المغرقة في القدم مع نصوصنا العربية السامية.
Halaman tidak diketahui