ويقيم الرجل الضريح، وبمرور الزمن تتلاشى ذكريات أبو المكارم وتبقى له الولاية.
وأسأل أبي: وكيف عرف الوجيه أن سيدنا الخضر هو الذي زاره في المنام؟
فيجيبني: لعله صارحه بذلك.
فأسأل: لو كان أبو المكارم وليا حقا ألم يكن الأفضل أن يتصدق بماله على الفقراء؟ - في تلك الحال كنا نعده محسنا لا وليا!
ثم يستطرد بعد صمت: العبرة بالحلم، لقد من الله عليه بحلم، فهل تملك أنت حلما مثله؟
الحكاية رقم «70»
سحب الخريف تتراكم فتقطر قتامة على حارتنا، ها هم الباعة يترنمون بحلاوة الجوافة والبطاطا.
ويشير رجل نحو القبو ويهتف: يا ألطاف الله!
ينظرون فيرون رجلا خارجا من ظلمات القبو، عاريا كما ولدته أمه، يتأوه ويترنح، تخذله ساقاه فيقع على الأرض، ثم ينهض متشبثا بالجدران، يتلفت حواليه ويبكي.
يهرع إليه أهل الخير، يغطونه، يضمدون جرحا غائرا في رأسه، يسألونه: ماذا حدث لك؟
Halaman tidak diketahui