Hikayat Andersen Majmuca Ula
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
Genre-genre
قال أحد المارة: «كم تبدو الورود جميلة على جدران ذلك الكوخ المدمر! لا أستطيع أن أتخيل صورة تفوقها بهاء. لا بد أن أرسمها.»
وأخرج المتحدث من جيبه دفترا صغيرا مليئا بالأوراق البيضاء (فقد كان فنانا)، ورسم بقلم رصاص صورة للأطلال بالدخان المتصاعد منها، والعوارض الخشبية المسودة، والمدخنة المشرفة عليها التي بدت على وشك الانهيار؛ وفي المقدمة تماما قامت شجيرة الورد الضخمة الوارفة، التي أضافت جمالا للصورة؛ بالطبع، لقد رسمت اللوحة من أجل الورود. في وقت لاحق من اليوم جاء إلى الكوخ اثنان من العصافير التي ولدت هناك.
تساءل الاثنان: «أين المنزل؟ أين العش؟ صوصو، صوصو؛ لقد احترق كل شيء، وشقيقنا القوي معه. هذا كل ما جناه من احتفاظه بالعش. إن الورود نجت تماما؛ فهي تبدو على ما يرام كما كانت دائما، بوجناتها الوردية، غير منزعجة من مصائب جيرانها. لن نخاطبها. حقا إن المكان يبدو لنا قبيحا جدا.» ثم طارا بعيدا.
ذات يوم طيب صحو مشمس في الخريف، مشمس للغاية حتى إنه قد يخيل للمرء أنه لا يزال في منتصف الصيف، كان بعض الحمام يقفز في أنحاء الفناء المعتنى به جيدا إلى منزل السيد النبيل، أمام درجات السلم الكبيرة. كان منهم الأسود والأبيض والمتنوع الألوان، وكان ريشهم يلمع في ضوء الشمس. قالت حمامة عجوز لصغارها: «انتظموا في مجموعات! انتظموا في مجموعات؛ فهذا يبدو أفضل كثيرا!»
تساءلت حمامة عجوز يحيط بعينيها اللونان الأحمر والأخضر: «ما تلك الكائنات الرمادية الصغيرة التي تسير خلفنا؟» ثم صاحت قائلة: «الكائنات الرمادية الصغيرة، الكائنات الرمادية الصغيرة.» «إنها عصافير؛ وهي كائنات صغيرة طيبة جدا. ولأننا طالما تميزنا بكوننا كرماء للغاية، فإننا نسمح لها بالتقاط بعض الذرة معنا؛ فإنها لا تقاطع حديثنا، وترجع بأقدامها اليسرى للوراء بشكل بديع للغاية.»
إنها كانت تفعل ذلك فعلا، كل منها ثلاث مرات، وبالقدم اليسرى أيضا، وتقول: «صوصو»، وهي الزقزقة التي نعرف منها أنها العصافير التي نشأت في العش الذي كان على المنزل الذي احترق.
قالت العصافير: «الطعام هنا طيب جدا»؛ في نفس الوقت راحت كل واحدة من الحمام تتبختر حول الأخريات، برقاب منتفخة، وهن يدلين بآرائهن الخاصة حول ما يشاهدن.
سألت واحدة من الحمام حمامة أخرى: «هل ترين ذكر الحمام الهزاز ؟ هل ترين كيف يبتلع البازلاء؟ إنه يأخذ كمية كبيرة جدا ودائما ما يختار الأفضل من كل شيء. انظري كيف يرفع عرفه هذا المخلوق القبيح الماكر.» وتوقدت عيناهما بالحقد. «انتظموا في مجموعات، انتظموا في مجموعات. أيها الصغار ذوات الريش الرمادي، أيها الصغار ذوات الريش الرمادي.»
واستمر الحمام في حديثه، وهكذا سيظل الحال بعد ألف سنة.
تغذت العصافير بجسارة وأنصتت باهتمام؛ بل وقفت في صفوف مثل الحمام، لكن لم يرق لها الأمر. وهكذا بعد أن أشبعت جوعها، تركت الحمام يتبادلون الآراء فيما بينهم حولهم وتسللوا من خلال قضبان الحديقة. كان باب إحدى حجرات المنزل المؤدية إلى الحديقة مفتوحا، فقفز أحدهم إلى العتبة وقد ملأه العشاء الطيب شجاعة، وهتف: «صوصو، أستطيع الدخول بعيدا.»
Halaman tidak diketahui