Hikayat Andersen Majmuca Ula
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
Genre-genre
صاح أصغر أفراخ العصافير، الذي لم يكن نما له ريش بعد: «سوف أنزعها.»
كان يقطن في الكوخ شابان متزوجان متحابان للغاية وكانا يعملان بهمة ونشاط حتى بدا كل شيء حولهما منظما وجميلا. كانت الزوجة تخرج في الساعات المبكرة من أيام الآحاد، وتجمع باقة من أجمل الورود، وتضعها في كوب ماء على طاولة جانبية.
قال الزوج وهو يقبل زوجته الصغيرة: «أرى أن اليوم هو يوم الأحد.» ثم جلسا وأخذا يقرآن من كتاب الترانيم، وكل منهما يمسك يد الآخر، فيما سطعت الشمس عليهما وعلى الورود النضرة التي في الكوب.
قالت العصفورة الأم التي كانت تستطيع أن ترى ما بداخل الحجرة من عشها: «إن هذا المشهد ممل جدا بحق.» ثم طارت بعيدا.
حصل نفس الشيء في الأحد التالي؛ ففي واقع الأمر كانت الورود النضرة تجمع وتوضع في كوب كل يوم أحد، لكن ظلت شجيرة الورد وارفة في كامل تألقها. وبعد فترة نما لأفراخ العصافير ريش وأرادت أن تطير، لكن لم تسمح الأم بذلك، فاضطرت إلى البقاء في العش مؤقتا، بينما كانت الأم تطير بمفردها. تصادف أن ثبت بعض الصبية فخا مصنوعا من شعر الخيل بفرع إحدى الأشجار، وقبل أن تنتبه الأم إليه، تشابكت ساقها في شعر الخيل بشدة حتى كاد يقطعها. كم شعرت بألم ورعب شديدين! جرى الصبية سريعا وأمسكوا بها، بطريقة تفتقد الكثير من الرفق.
قال الصبية: «إنها مجرد عصفورة.» إلا أنهم لم يتركوها تطير، وإنما أخذوها معهم للمنزل، وكانت كلما صاحت، ضربوها على منقارها.
قابل الصبية في فناء المزرعة رجلا عجوزا يعرف كيفية صناعة صابون من أجل الحلاقة والغسل، سواء في شكل قوالب أو كرات. حين رأى الرجل العصفورة التي أحضرها الصبية إلى المنزل والتي قالوا إنهم لا يعرفون ماذا يفعلون بها ، قال لهم: «هلا جعلنا شكلها جميلا!»
انتابت العصفورة قشعريرة البرد حين سمعت هذا. ثم أخذ الرجل العجوز صدفة تحتوي على كمية من رقائق الذهب اللامعة من صندوق مليء بالألوان الجميلة، وطلب من الصبية إحضار بياض بيضة، فدهن به العصفورة بالكامل، ثم وضع عليها رقائق الذهب، فصارت العصفورة الأم هكذا مطلية بالذهب من رأسها إلى ذيلها. لكنها لم تكن تفكر في شكلها، فقد كانت مرتعدة بشدة. بعد ذلك قطع صانع الصابون قطعة صغيرة من بطانة سترته الحمراء، وشقها عدة شقوق، حتى بدت مثل عرف الديك، وثبتها على رأس العصفورة.
قال الرجل العجوز: «الآن سترون الطائر ذا الريش الذهبي وهو يطير.» ثم أطلق العصفورة، التي طارت في رعب قاتل بينما سطعت أشعة الشمس عليها. كم كانت متألقة! انتابت الدهشة كل العصافير، بل حتى أحد الغربان، وهو طائر عجوز حكيم، من المنظر، لكنها جميعا اتبعتها لاكتشاف ماذا عساه يكون هذا الطائر الأجنبي. طارت العصفورة يدفعها الألم والرعب صوب منزلها وهي تكاد تسقط على الأرض من الضعف. في الوقت نفسه زاد سرب الطيور الذي كان يتبعها عددا، بل حاول بعضها أن ينقرها.
هتفت كل الطيور: «انظروا إليه! انظروا إليه!» كذلك صاحت الأفراخ حين اقتربت أمهم من العش؛ حيث لم يتعرفوا عليها: «انظروا إليه! انظروا إليه! لا بد أنه طاوس صغير، فهو يلمع بشتى الألوان. النظر إليه يرهق العينين تماما كما أخبرتنا أمنا؛ صوصو، هذا هو الطائر الجميل.» ثم نقروا الطائر بمناقيرهم الصغيرة فلم تستطع دخول العش مطلقا وكانت متعبة للغاية حتى إنها لم تقو حتى على الزقزقة، ناهيك أن تقول: «أنا أمكم». هكذا هوت الطيور الأخرى على العصفورة ونزعت ريشها الواحدة تلو الأخرى حتى سقطت على شجيرة الورد وهي تنزف.
Halaman tidak diketahui