Hikayat Andersen Majmuca Ula
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
Genre-genre
ظلت جيردا تلعب بالزهور في أشعة الشمس الدافئة اليوم التالي وطيلة عدة أيام تالية. وصارت تعرف كل زهرة، ورغم أنها كانت كثيرة جدا فقد بدا أنها تنقصها واحدة، لكنها لم تعرف ما هي. لكن ذات يوم بينما هي جالسة تتطلع إلى قبعة السيدة العجوز ذات الزهور الملونة، رأت أن أجملها جميعا كانت وردة. لقد نسيت السيدة العجوز أن تنزعها من قبعتها حين جعلت كل الورود تندثر تحت الأرض. لكن من الصعب أن تنتبه إلى كل التفاصيل، فقد ترتكب خطأ صغيرا يفسد عليك كل ما رتبته.
وإذ بجيردا تصيح: «عجبا! ألا يوجد ورود هنا؟» ثم خرجت إلى الحديقة وفحصت كل الأحواض، وظلت تبحث وتبحث، لكنها لم تعثر على أي منها. جلست وراحت تبكي، فسقطت دموعها في نفس المكان الذي هبطت فيه إحدى أشجار الورد. بلت دموعها الدافئة الأرض، فنبتت شجرة ورد في الحال ، وارفة كما كانت حين هبطت في الأرض، فضمتها جيردا وقبلت الورود، وعاودتها ذكرى الورود الجميلة في دارها، ومعها ذكرى كاي الصغير.
قالت الفتاة الصغيرة: «ويحي، كم مضى علي وأنا حبيسة هنا!» ثم سألت الورود: «كنت أرغب في البحث عن كاي الصغير. هل تعلمن أين هو؟ هل تعتقدن أنه مات؟»
أجابتها الورود: «لا، لم يمت. لقد كنا تحت الأرض حيث يرقد كل الموتى، لكن كاي ليس هناك.»
قالت جيردا الصغيرة: «أشكركن»، ثم ذهبت إلى الزهور الأخرى ونظرت داخل كئوسهن الصغيرة وسألتهن: «هل تعلمن بمكان كاي الصغير؟» لكن كل واحدة من الزهور الواقفة في أشعة الشمس كانت تحلم فقط بحكايتها أو قصتها الخيالية الصغيرة. لم تكن أي منها تعلم أي شيء عن كاي. وسمعت جيردا حكايات عدة من الزهور، حين سألتهن الواحدة تلو الأخرى عنه.
بعد ذلك جرت إلى الناحية الأخرى من الحديقة. كان الباب موصدا، لكنها دفعت المزلاج الصدئ حتى انهار. انفتح الباب على مصراعيه، فخرجت جيردا الصغيرة جريا حافية القدمين إلى العالم الواسع. نظرت خلفها ثلاث مرات، لكن لم يبد أن هناك من يتبعها. وحين وجدت أنها لم تعد تقوى على الجري جلست لتستريح على حجر كبير، وحين نظرت حولها اكتشفت أن الصيف كان قد انتهى وأن الخريف قد مر جانب كبير منه. لم تكن تدري بشيء من هذا في الحديقة الجميلة حيث كانت تسطع الشمس وتنمو الزهور طوال العام.
قالت جيردا الصغيرة: «أوه، كم أضعت من الوقت! لقد جاء فصل الخريف؛ لا بد ألا أستسلم لمزيد من الراحة.» ونهضت لتواصل السير. إلا أن قدميها الصغيرتين كانتا مجروحتين وتؤلمانها، وبدا كل ما حولها باردا وموحشا. لقد كانت أوراق الصفصاف الطويلة مصفرة تماما، وقطرات الندى تنهمر مثل المياه، والأوراق تتساقط الواحدة تلو الأخرى من الأشجار؛ وحدها شجرة البرقوق الشوكي كانت لا تزال تحمل ثمارا، إلا أن تلك الثمار كانت مرة وتلسع اللسان. أوه، كم بدا العالم بأسره خاويا وكئيبا!
القصة الرابعة
الأمير والأميرة
اضطرت جيردا إلى الخلود للراحة مرة أخرى، فرأت في الجهة المقابلة للمكان الذي جلست فيه مباشرة غرابا كبيرا يقفز قادما إليها عبر الجليد. وقف ينظر إليها لبعض الوقت، ثم هز رأسه وقال: «قاق، قاق، يوم طيب، يوم طيب». نطق الكلمات بوضوح بقدر ما استطاع، لأنه أراد عدم إخافة الفتاة الصغيرة، ثم سألها إلى أين هي ذاهبة وهي وحيدة تماما في العالم الفسيح.
Halaman tidak diketahui