هوامش
أقوال الكتاب في الإسلام والمسلمين
في روسيا جمعيات عديدة دينية أنشئت لتبشير الأمم الإسلامية بالدين المسيحي؛ مثل قبائل الكيرجيز، والتتر، والشركس، وغيرها، ويبلغ عدد المسلمين في روسيا وأوروبا نحو ستة عشر مليونا ونصف، هذا عدا مسلمي القوقاس وأواسط آسيا الخاضعين للحكومة الروسية، وحسب آخر إحصاء عام أجري في روسيا عام 1907 بلغ عدد المسلمين 106 في الألف من مجموع السكان، وإذا راجعنا تاريخ المسلمين في روسيا نجد أنه مرت عليهم أزمان قاسوا فيها صنوف الاضطهاد الديني، وأرغموا مرارا على ترك دينهم، واضطر منهم ألوف أن يتنصروا بالاسم، ونقلوا أسماءهم من سجلات المسلمين إلى سجلات المسيحيين، ولكنهم تنصروا اسما وهم لا يعرفون شيئا من الديانة المسيحية سوى تسميتهم بحنا وبطرس ومرقص ومتى، وفي الوقت نفسه لبثوا محافظين على عقائد الدين الإسلامي والأخلاق الإسلامية، ولبثت نساؤهم محافظة على الحجاب، وأذكر أنه منذ ثماني سنوات تمكن بعض نوابغ المسلمين الروسيين وأعيانهم من استصدار أمر قيصري بإعطاء الحرية للمسلمين المتنصرين اسما أن يرتدوا للدين الإسلامي؛ فارتد منهم في أيام قليلة نحو أربعين ألفا ونيف، وكانت أيام الارتداد هذه أيام أعياد واحتفالات شائقة بين المسلمين؛ أقاموا فيها الزينات والولائم، ونحروا فيها الجزر، وأكثروا من الصدقات على الفقراء والمحتاجين، وأقاموا الصلاة في جميع مساجد روسيا.
وأهم مسألة يشتغل فيها النواب المسلمون في مجلس الدوما هي توسيع الحرية للمسلمين، وتخويلهم حق الدفاع عن دينهم كلاما وكتابة، والرد على جماعة المبشرين الذين يصدرون في كل عام مئات من الكتب، ويكتبون في مجلاتهم وجرائدهم المطاعن على الدين الإسلامي، وكان المسلمون من قبل لا يصح لهم أن يردوا على تلك المطاعن أو يدحضوها بالبراهين الساطعة والأدلة الدامغة؛ بل كانوا مرغمين على سماع تلك المطاعن وهم صامتون، وقد أحرجت صدورهم وتغلغل الحقد في قلوبهم، ولكن بعد الجهد والعناء استطاع النواب المسلمون في مجلس الدوما بمساعدة بعض النواب المسيحيين المنصفين الذين طهرت قلوبهم من أدران التعصب الذميم وأشربت أفئدتهم بحب الإنصاف ونشر أولوية المساواة، من استصدار قرار من المجلس المذكور صادق عليه جلالة القيصر نقولا الثاني؛ يتضمن الأمور الآتية:
أولا:
منح المسلمين حق الدفاع عن دينهم، والرد على أقوال المبشرين وغيرهم من الذين يطعنون على الدين الإسلامي.
ثانيا:
منحهم الحق في إصدار جرائد ومجلات باللغة العربية، وكانوا من قبل لا يستطيعون إصدار جريدة أو مجلة إلا باللغتين: الروسية، والتترية.
ثالثا:
منحهم الحق في إنشاء مدارس وكتاتيب بجوار المساجد تعلم العلوم باللغتين: التركية، والعربية؛ وكانوا من قبل مجبورين على تدريس اللغة الروسية في مدارسهم.
Halaman tidak diketahui