240

Hidayat Raghibin

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

Genre-genre

Ilmu Al-Quran

هذا، ومذهب زيد عليه السلام متقدم عليه، والأكثر من الزيدية مائل إليه، فالتزم أكثر الزيدية مذهب الهادي عليه السلام، واعتقدوا صحته من العلماء المجتهدين والأئمة الهادين، فرعوا على نصوصه وشرحوها، وخرجوا أصوله وصححوها، وضبطوها وأتقنوها، وبينوها وبرهنوها، وصنفوا فيها التصانيف العجيبة الوسيعة، وجمعوا فيها الكتب الغريبة البديعة؛ من متقدم أحرز قصبات السبق وتولاها، ومتأخر كان ابن جلاها وطلاع ثناياها.

فانتصر بهم مذهبه ، وطالت بعنايتهم عذبه ؛ وأهملوا مذهب الشافعي رحمه الله وهم أقبل لعلومه من أصحابه ، وتركوا مذهب أبي حنيفة وهم أعرف به من أربابه، ومالوا عن مذهب زيد بن علي وهو معهم مكشوف لا يتوارى ضياؤه، وبينهم معلوم لا ينستر بهاؤه، وعرجوا عن مذهب القاسم عليه السلام وهو في الحقيقة شيخ الهادي وأستاذه، وإليه يسند وهو في المهمات ملاذه.

فصار كلام الهادي عندهم أصلا متبعا، ومنهجا مهيعا، وطريقا باديا، وعلما هاديا، ونورا مضيئا، ودينا مرضيا، وما ذاك إلا لخصيصي خصه الله بها وزاده عليهم بسطة فيها، ومن أنكر هذا فهو جاهل، لأن المنتصرين لمذهب الهادي عليه السلام خلق كثير لا يمكنهم التواطؤ على نصرته من باب الحمية، ولم يجمعهم مكان ولا زمان واحد فينظمهم التعاقد على التزامه خوفا من أحد أو تقية، بل عرفوا من فضله ما جهله الجاهلون، وعلموا من قدره ما هم به العلماء العاملون ؛ فرضي الله عنهم وأرضاهم.

Halaman 284