Hidayat Hayara
هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
Editor
محمد أحمد الحاج
Penerbit
دار القلم- دار الشامية
Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤١٦هـ - ١٩٩٦م
Lokasi Penerbit
جدة - السعودية
Genre-genre
Akidah dan Kepercayaan
مَا لَا يَشُكُّ فِيهِ ذُو بَصِيرَةٍ، وَالتَّوْرَاةُ الَّتِي أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَلَى مُوسَى بَرِيئَةٌ مِنْ ذَلِكَ، فَفِيهَا ... عَنْ لُوطٍ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّهُ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَسَكَنَ فِي كَهْفِ الْجَبَلِ، وَمَعَهُ ابْنَتَاهُ، فَقَالَتِ الصُّغْرَى لِلْكُبْرَى: قَدْ شَاخَ أَبُونَا فَارْقُدِي بِنَا مَعَهُ لِنَأْخُذَ مِنْهُ نَسْلًا، فَرَقَدَتْ مَعَهُ الْكُبْرَى ثُمَّ الصُّغْرَى، ثُمَّ فَعَلَتَا ذَلِكَ فِي اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ، وَحَمَلَتَا مِنْهُ بِوَلَدَيْنِ مُوآبَ وَعَمُونَ.
فَهَلْ يُحْسَنُ أَنْ يَكُونَ نَبِيٌّ رَسُولٌ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ يُوقِعُهُ اللَّهُ ﷾ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْفَاحِشَةِ الْعَظِيمَةِ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، ثُمَّ يُذِيعُهَا عَنْهُ وَيَحْكِيهَا لِلْأُمَمِ؟
وَفِيهَا: أَنَّ اللَّهَ تَجَلَّى لِمُوسَى فِي طُورِ سَيْنَاءَ، وَقَالَ لَهُ بَعْدَ كَلَامٍ كَثِيرٍ: أَدْخِلْ يَدَكَ فِي حِجْرِكَ وَأَخْرِجْهَا مَبْرُوصَةً كَالثَّلْجِ. وَهَذَا مِنَ النَّمَطِ الْأَوَّلِ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ لَمْ يَتَجَلَّ لِمُوسَى وَإِنَّمَا أَمْرُهُ أَنْ يُدْخِلَ يَدَهُ فِي جَيْبِهِ وَأَخْبَرَهُ بِأَنَّهَا تَخْرُجُ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ أَيْ مِنْ غَيْرِ بَرَصٍ.
وَفِيهَا أَنَّ هَارُونَ هُوَ الَّذِي صَاغَ لَهُمُ الْعِجْلَ، وَهَذَا إِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ زِيَادَتِهِمْ وَافْتِرَائِهِمْ فَهَارُونُ اسْمُ السَّامِرِيِّ الَّذِي صَاغَهُ لَيْسَ هُوَ بِهَارُونَ أَخِي مُوسَى.
وَفِيهَا: أَنَّ اللَّهَ قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ: اذْبَحِ ابْنَكَ بِكْرَكَ إِسْحَاقَ، وَهَذَا مِنْ بُهْتِهِمْ وَزِيَادَتِهِمْ وَافْتِرَائِهِمْ فِي كَلَامِ اللَّهِ ﷾، وَقَدْ جَمَعُوا بَيْنَ النَّقِيضَيْنِ، فَإِنَّ بِكْرَهُ هُوَ إِسْمَاعِيلُ فَإِنَّهُ بِكْرُ أَوْلَادِهِ، وَإِسْحَاقُ إِنَّمَا بُشِّرَ بِهِ عَلَى الْكِبَرِ بَعْدَ قَضِيَّةِ الذَّبْحِ.
2 / 417