364

إلى كتاب الله وقلت لهم ما قد علمته وأنت يا رسول الله علمتني إياه من علم الله أن القوم لم يرفعوا المصاحف إلا عند رهبهم وظهورنا عليهم فأبى المنافقون من أصحابي إلا الكف عنهم وترك قتالهم فوعظتهم وحرضتهم وحفظتهم وبينت لهم أمرهم وأنها حيلة عليهم فرموا أسلحتهم واجتمعوا أصحاب معاوية في زهاء عشرين ألفا وقالوا لي كلمة رجل واحد: دعنا نحاكم القوم إلى كتاب الله فقلت لهم على أنني أحكم به منكم ومن معاوية فقال معاوية: لا يحكم علي ولا أحكم به فإنه لا يرضى ولا أرضى ولا يسلم إلي ولا أسلم إليه فقلت إلى ابني الحسن الصر لا شككت في نفسي وفضلت ابني علي فقالوا لي: ابنك أنت وأنت ابنك فقلت عبد الله بن العباس فقالوا: لا يحكم بيننا مضري واختاروا علي ولي الاختيار عليهم وتحكموا وأنا الحاكم وقالوا إن لم ترض نحكم من نشاء أخذنا الذي فيه عيناك ثم اختاروا أن يحكموا يكتبوا إلى عبد الله بن قيس الأشعري وهو منعزل عنا فسيروه وقدموه وتركوا معاوية قد حكم عمرا ورضوا هم بعبد الله بن قيس الأشعري وحكموا بما أرادوا ووصفوا عبد الله بن قيس بالفضل والجبلة عباء عن مكر عمرو ما كانت إلا مواطأة وخدعة أظهرها عمرو [وعبد الله فزعموا أن عبد الله عزلني وأن عمرا أثبت معاوية وألزموني عند قعود جمعهم عني واجتماعهم وأهل الشام وإن كتبت بيني وبين معاوية إلى أجل معلوم وانكفأت معصيا غير مطاع إلى الكوفة أظهر لعني معاوية على منابر الشام وسائر أعماله ولعنت أنا وابناك يا رسول الله الحسن والحسين وعبد الله بن العباس وعمار بن ياسر ومالك الأشتر شهد أيام بني أمية كلهم على المنابر وفي جوامع الصلاة ومساجدها وفي الأسواق وعلى الطرق والمسالك جهرا لا سرا وخرج علي المارقون من أصحابي المطالبون لي بالتحكيم يوم المصاحف فقالوا: قد غيرت وكفرت وبدلت وخالفت الله في تركنا ورأينا وإجابتك لنا إلى أن حكمنا عليك الرجال فكان لي ولهم بحروراء موقف دفعت لهم فيه عن قتالهم وأنظرتهم حولا كاملا ثم خرجت بعد انقضاء الهدنة أريد معاوية بمن أطاعني من المسلمين فخرج أصحابي

Halaman 410