279

بالإمامة ثلاثا وثلاثين سنة وستة أشهر.

وعنه عن الحسن بن مسعود وعلي وعبيد الله الحسني قال دخلنا على سيدنا أبي الحسن (عليه السلام) بسامرا وبين يديه أحمد بن الخصيب ومحمد وإبراهيم الخياط وعيونهم تفيض من الدمع فأشار إلينا (عليه السلام) بالجلوس فجلسنا وقال هل علمتم ما علمه إخوانكم فقلنا حدثنا منه يا سيدنا ذكرا قال: نعم، هذا الطاغي قال مسمعا لحفدته وأهل مملكته تقول شيعتك الرافضة إن لك قدرة والقدرة لا تكون إلا لله فهل تستطيع إن أردت سوءا تدفعه فقلت له وإن يمسسك الله بسوء فلا كاشف له إلا هو* @HAD@ فأطرق ثم قال إنك لتروى لكم قدرة دوننا ونحن أحق به منكم لأننا خلفاء وأنتم رعيتنا فأمسكت عن جوابه لأنه أراد يبين جبره بي فنهضت فقال لتقعدن وهو مغضب فخالفت أمره وخرجت فأشار إلى من حوله الآن خذوه فلم تصل أيديهم إلي وأمسكها الله عني فصاح الآن قد أريتنا قدرتك والآن نريك قدرتنا فلم يستتم كلامه حتى زلزلت الأرض ورجفت فسقط لوجهه وخرجت فقلت في غد الذي يكون له هنا قدرة يكون عليه الحكم لا له فبكينا على إمهال الله عليه وتجبره علينا وطغيانه فلما كان من غد ذلك اليوم فأذن لنا فدخلنا فقال هذا ولينا زرافة يقول إنه قد أخرج سيفا مسموما من الشفرتين وأمره أن يرسل إلي فإذا حضرت مجلسه أخلى زرافة لأمته مني ودخل إلي بالسيف ليقتلني به ولن يقدر على ذلك فقلنا يا مولانا اجعل لنا من الغم فرجا فقال أنا راكب إليه فإذا رجعت فاسألوا زرافة عما يرى قال: وجاءته الرسل من دار المتوكل فركب وهو يقول إن كيد الشيطان كان ضعيفا

حجرة خلوته فوجدناه منفردا بها واضعا خده على الأرض يبكي ويشكر الله مولاه ويستقيله فما جلس حتى أتينا إليه فقال لنا: اجلسوا يا إخواني حتى أحدثكم بما كان من هذا الطاغي ومن مولاي أبي الحسن فقلنا له: سرنا سرك الله فقال إنه أخرج إلي سيفا

Halaman 322