234

في موسى قال علي بن أحمد: فلما أنساه الشيطان ذكر ربه وأمر باعتقاله وحبسه وفكر بما ذا يقتله فقال أخوه إبراهيم بن شكلة يا أمير المؤمنين أما نفعل بموسى ما فعله جدك المنصور بأبيه جعفر قال وما ذا صنع به قال حدثني أبي المهدي أنه بعث إلى قوم من الأعاجم يقال لهم البزغز فاستدعى رجالا ينعم عليهم ويفضلهم ويطيعونه في كل ما يأمرهم به فقدم عليه منهم نحو المائة رجل فدخلوا عليه، فلما نظر إليهم واستنطقهم وجدهم قوما لا يفصحون بكلمة ولا يعقلون ما يقال لهم ولا يعقلون ما يقولون فقال لترجمانهم قل لهم: من ربكم فكلمهم فسكتوا عنه فلم يجيبوه فقال المنصور: هؤلاء يصلحون إذا كانوا لا يعرفون الله فخلع عليهم الديباج المثقل والوشي وأقيمت لهم الأنزال السرية الوافرة وفرشوا وخدموا وحملت إليهم الأموال والألطاف تجدد عليهم في كل يوم وخلع وأموال حتى مضى لهم نحو شهر فقالوا لترجمانهم: هذا الملك يفعل بنا هذا الفعل ولا يتخذ منا كلمة انظر أي شيء يريد بنا فقال له الترجمان ما قالوا فقال قد قالوا: كل هذا، قال: نعم، قال: فقل لهم إن لي عدوا يدخل علي الليلة فإذا دخل فليقتلوه فعرفهم الترجمان ذلك قالوا نحن نقتل كل عدو له إذا رأيناه فقال لهم: احضروا الليلة الدار بأسلحتكم فإن العدو يوافي فإذا رأيتموه فاقتلوه قال الرشيد: ثم ما ذا قتلوه قال له إبراهيم: أخوه لا لأن جدك صفح عنه ووهب له ذنبه قال له الرشيد: ليس كذا بلغني قال إبراهيم: فما الذي بلغك يا أمير المؤمنين قال: بلغني أنه أحضرهم في الدار في الثلث الأول من الليل فحضروا وجردوا أسلحتهم ووقفوا يزأرون زئير السباع وبعث إلى جعفر بن محمد فأتاه فلما أقبل قد حشروا الدار قال:

يدخل وحده وقال: لترجمانهم هو عدوي يدخل وحده فاقتلوه فلما دخل جعفر وأشرف عليهم تعاووا مثل الكلاب ورموا أسلحتهم وكتفوا أيديهم وخروا على وجوههم إلى الأرض نحو جعفر فلما رآه جدي المنصور قام إليه: وتلقاه وقال: يا أبا عبد الله ما الذي جاء بك في هذا الوقت قال له

Halaman 273