115

إذا قبض الرسول إلى من يرد؟ قالوا إلى أولي القربى من الرسول واليتامى والمساكين وابن السبيل قال : واليتيم إذا بلغ أشده والمساكين إذا استغنوا وابن السبيل إذا لم يحتج، إلى من يرد مالهم؟ قالوا إلى ذوي القربى من الرسول، قال: فقد علمتم معاشر الخوارج أن ما غنمتم من غنيمة من جهاد أو في احتراف أو في مكسب أو مقرض الخياط أو من غنم يكسب فهو لي، والحكم لي فيه وليس لأحد من المسلمين علي حق، وأنا شريك كل من آمن بالله ورسوله في كل ما اكتسبه فإن وفاني حق الله الذي فرضه الله عليه كان متمثلا لأمر الله وما أنزله على رسوله ومن بخسني حقي كانت ظلامتي عنده إلى أن يحكم الله لي وهو خير الحاكمين @HAD@ .

قالوا: صدقت وبررت وأصبت وأخطأنا والحق والحجة لك.

قال هذا هو الجواب عن آخر سؤالكم قالوا: صدقت، وانحرفت إليه طائفة كانت استجابت إلا الأربعة آلاف الذين مرقوا، فقالوا: يا أمير المؤمنين نقاتلهم معك فقال: لا، قفوا لا معنا ولا علينا، وانظروا إلى نفوذ حكم الله فيهم.

ثم صاح بهم ثلاثا، فسمع جميعهم: هل أنتم منيبون؟ هل أنتم راجعون؟ فقالوا بأجمعهم: عن قتالك، لا.

فقال لأصحابه: والله لو لا أني أكره أن تتركوا العمل وتتكلوا علي بالفضل لمن قاتل لما قاتل هؤلاء غيري، وكان لي من الله الفضل عنده في الدنيا والآخرة فشدوا عليهم فإني شاد فكانوا كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف @HAD@ أو كيوم فقال لهم الله موتوا

فلما أخذوا قال أمير المؤمنين (عليه السلام) من قتل منكم؟ فلن يقتل إلا تسعة، ولم يسلم منهم إلا تسعة، فقدوا من قتل منهم ونجا فلم ينج إلا تسعة، وعدوا أصحاب أمير المؤمنين المقتولين فوجدوهم تسعة.

Halaman 145