أرى الغضب، أرى الانفعال، أرى نظرة من نفد صبره في الوجوه النحيلة الكالحة الغاضبة.
وشعرت الحكومة بالذعر، لا بد أنها شعرت بالذعر؛ لأن ردها كان عنيفا.
وفوجئ المتظاهرون العزل بالقوات الحكومية تواجههم بالرصاص الحي.
عندما تحاصر القط في ركن الغرفة بلا باب خلفي للهروب، فسينشب مخالبه في وجهك.
وقد أنشبت مخالبها في وجه الجميع.
شمشون يهدم المعبد صارخا «علي وعلى أعدائي». يبدو أنه دائما ما يكرر التاريخ نفسه، فكل قصص الطغاة نجدها تتكرر نفسها في أساطير التراث الإنساني بتفاصيلها المأساوية.
وراح الشباب يتساقطون.
وإن بدا أن الدم يزيد فقط من حماس وغضب المتظاهرين، يسقط أحدهم مضرجا بدمائه فتتلقفه الأيدي، ويحملونه فوق رءوسهم ويواصلون الهتاف، واستمرت الجموع في التدفق والخروج للشوارع ، وفي خلال أيام توسعت دائرة المظاهرات، حتى شملت كل أحياء الخرطوم تقريبا.
كانت أوقاتا حرجة للغاية.
لذا قررت أن ألازم المنزل في هذه الأيام؛ لصعوبة الوصول للمكتب في ظل الظروف الراهنة حتى تهدأ الأمور، وتقدمت بطلب إجازة حتى نهاية العام، تمت الموافقة عليها سريعا من صديقي الدكتور «حمزة» مدير المستشفى. أريد أن أظل بجانب زوجتي في هذه الفترة.
Halaman tidak diketahui