كان «عمار» مرهقا منهكا كما يجب أن يكون، وقد فقد الإحساس بأطرافه تقريبا.
تعلمين يا سيدتي: إنني لم أكن أعرف يقينا ما حدث ل «عمار» بعد مغادرة «إبراهيم» للمعتقل، وكما قلت لك سابقا؛ فقد تحصلت على بعض هذه التفاصيل لاحقا من مصادر مختلفة، وبروايات مختلفة بطبيعة الحال، لكنني أحاول سد الثغرات في القصة باستنتاجاتي الخاصة، معتمدا على تقرير الطبيب الشرعي.
لست واسع الخيال بشكل خاص، لكنني أستطيع تخيل كل الصفعات والركلات التي تعرض لها من الحارسين.
أستطيع تخيل الحراس، وهم يشتمونه في بذاءة، ثم يقولون له إنهم سيضاجعونه كما تضاجع النساء.
أستطيع رؤيتهم يجردونه من ملابسه، ويشدون وثاقه على طاولة ما، ثم يتناوبون على اغتصابه، بينما هم يسبونه بأقذع الألفاظ.
بالتأكيد لا أعرف فيم كان يفكر وهو يشعر بأنفاس الحارس الجشعة الحارة على مؤخرة عنقه، ويسمع صوت خواره إذ يتلمظ منتشيا.
لم يكن يصدق.
لم يكن يفهم.
وعندما بدأ يشعر بالدوار، والاختناق، بينما ينزلق وعيه، وينفصل عن المكان والزمان ببطء، عرف أنها نوبة أخرى تداهمه في تلك اللحظات تحديدا.
نوبة أخرى.
Halaman tidak diketahui